منتدى الازرق الاسلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الازرق الاسلامى

منتدى اسلامى بمرجعية اهل السنه والجماعه يهتم بامور المسلمين وكل ما يؤدى للارتقاء بشان المسلم من الامور الدينيه وااثقافيه والعلمية والطبيه وكل نواحى الحياه المفيده
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتى فى الله اعتذر لكم عن غيابى عن المنتدى والنت بوجه عام خلال شهر ابريل لظروف خاصه وان شاء الله ساعود لكم قريبا ولا تنسونى من صالح دعائكم بظهر الغيب امانه اخوكم فى الله دكتور علىولا تنسوا نشر المنتدى بين اخوانكم فانا تركته بينكم امانه وان شاء الله لنا الاخره بدلا من الدنيا فنسال الله العلى القدير ان يجمعنى معكم بصحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الاعلى بالجنهوجزاكم الله عنى كل خير

 

 ماما سارة وبابا عمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:45 pm

قـالت سـارة
:
احتضنت يحيى بقوة ونحن عائدين الى منزلنا وكأنى أخاف أن يغيب عن عيني لحظة واحدة.. رفضت كل المحاولات أن يحمله أحد بدلا منى فى السيارة.. أخاف لو تركته أن يتسلل ويدخل داخل رحمي مرة
أخرى
لا أستطيع أن أبعده عن أحضاني لحظة وعندما طلبت الممرضة ان تودعه حجرة الأطفال كى أستريح من ارهاق الولادة رفضت باصرار وكدت أقتلها.. ورفضت حتى أن ينام فى سريره الصغير فى المستشفى
وأصريت أن ينام بجواري وأفسحت له مكانا ليكون ملتصقا بى
ألم يكن ينام بجوار قلبي لأيام وشهور؟! كيف أستطيع فراقه وقلبى أحبه قبل أن تراه عيني؟
أجمل طفل رأته عينى.. ولا لأني أمه أقول هذا؟
أمه ؟! سبحان الله.. كيف تحولت فى شهور قليلة من فتاة بريئة تستطيع حشو العالم فى جيوبها وتلمع عيونها بالحيوية والاندفاع والجنون الى أم هادئة عاقلة تخشى من نسمة الهواء أن تصيب ولدها؟
وتوافق بلا تردد أن تموت هي ولا يخدش اصبع وليدها؟
سبحان الله.. لا يمكن أن تتحول الأنثى الى هذه الدرجة بملء ارادتها.. بل لابد من غريزة ربانية تغزو قلبها بعشق هذا الطفل قبل أن تراه كي تقبل كل هذا الألم والارهاق حتى يشب وليدها رجلاً
يالله.. حتى فى عشق المرأة لأطفالها يكون الله ثالثهما
*********
قـال عمـر
:
والله وبقيت أب يا عم عمر
ايه ده ازاي يعني؟.. يعني المفروض أعمل ايه ؟
لا أنا بجد لسه متلخبط وحاسس انى اتاخدت على خوانة يارجالة.. يعنى نخرج من البيت اتنين ونرجع تلاتة؟.. بس برضه ح أطير من الفرحة وكل ما أبص ليحيى أشوفه ملاك جميل نائم فى أحضان أمه التي
ترفض أن يحمله غيرها.. وناقص تديهولي على عرض حال دمغة
بس بجد أنا لو منها وشفت العذاب ده كله لا يمكن أخلى حد يلمسه.. الحمد لله ان الأم هى اللى بتولد مش الأب.. وكفاية العض والخربشة اللي شفتهم من سارة فى الولادة
والمشكلة انى مش عارف أشيله خالص وحاسس انى بأشيل قطعة كريستال ستنكسر من اى حركة خاطئة.. والكل يصرخ فيّ.. سارة وأمى وحماتى بألف تحذير: حاسب حتلوح رقبته – حط ايدك فى ظهره – ما تبوسوش جامد – دقنك ح تشوكه
حتى قررت أن أتفرج عليه وهو على ذراع أمه.. يعنى لو سمحتلي.. رغم ان أنا اللي دفعت كل التكاليف فى المستشفى وخلافه.. كمان اكتشفت ان عبارة: ألف مبروك واللى جابلك يخليلك.. معناها: ادفع ياسيدى من سكات
سمعتها ألف مرة من العمال والممرضات فى المستشفى حتى توسلت لهم أن نرجع البيت فوررررررا
*********
قـالت سـارة
:
آه.. واضح ان تأثير المسكن حيبدأ يروح وبدأت أشعر بأن 10 فتوات ادوني علقة جامدة جدا أو انى مشيت من طنطا لأسوان
آلام فى كل جسمي.. ولا أريد الا أن أنام.. وتركت تحضير الطعام وأمور البيت لأمي وحماتي وأخذت يحيى بجواري وأنا أكاد أتفتت من التعب واستغرقت فى النوم في لحظات معدودة
..........
ايه ده هو أنا لحقت أنام؟ ده أنا ما كملتش نصف ساعة؟ ده صوت قطة ده ولا ايه؟
مين ده؟.. آآآآآه ده يحيى
ايه يا حبيبي بس الله يهديك بتعيط ليه؟.. نفسى أنام ولو ساعتين بجد ح أموت من التعب.. ياماااااااااما الحقيني أعمل ايه؟
وجاءت أمى على صراخي وهى تضحك وتقول: علشان تعرفي الغُلب اللي انتي وريتهولي وانتي صغيرة
فرددت وأنا أكاد أبكى: طيب ياماما خديه دلوقتى علشان أنام واديله رضعة.. وأنا أول ما أصحى ح أعرف كل حاجة على طول
رفضت ماما باصرار وردت عليّ: بلاش دلع قومى رضعي الولد ده ميت من الجوع
فرددت بتعجب: أرضعه؟!.. ازاي؟ مفيش لبن لسه.. لا لا ما أعرفش.. اتكسف ياماما
فردت وهى تكاد تضربني: تتكسفي من ايه يامجنونة انتي؟.. يالاّ الولد ح يموت من الجوع وبعدين هو لما يرضع يا حبيبتي ربنا حيبعت له رزقه وحييجي اللبن.. يالا بلاش دلع
قلت باستسلام: طيب ياماما.. من فضلك أخرجي وأنا حارضعه
خرجت ماما وتركتنى مع يحيى.. ضممته اليّ والقمته صدري بأيدي مرتجفة وأنا أتوقع أن يرفضه أوالاّ يعلم كيف يرضع.. وياللعجب كأنه غريق وجد قارب النجاة
وجدته يحرك شفتيه الصغيرتين ويرضع بكل هدوء واطمئنان
سبحان الله من علمه هذا؟ سبحانك يارب.. من أين سيأتى الحليب؟.. آه.. أشعر بشرايين صدري تتوسع.. وقنواته المغلقة منذ ولدت تتفتح لتستقبل رزق الله من الحليب الطاهر بمجرد أن طلب صغيرى رزقه من
الله.. وأخذ يحيى يرضع حتى ارتوى ونام هانئا.. وسالت دموعي وأنا أرى عظمة الله تتجلى فى هذه المعجزة الربانية
*********
قـال عمـر
:
ممنوع أدخل أوضة النوم علشان سارة ويحيى نايمين فيها.. وماما نامت فى الأوضة التانية وحماتي فى المطبخ
طيب أنام فين أنا بقى.. عند البواب؟
من أولها كده يايحيى باشا حنتركن على الرف؟.. ماشى ياعم بس لما تكبر ح أوريك
خلاص حأنام فى الصالون وأمري لله.. بس فى البرد ده ؟! يالا علشان الواحد يقوم عنده كساح ونخلص بقى
بس سارة وحشتنى ويحيى كمان وحشنى طيب أعمل ايه؟
تسحبت لأنام بجوارهما في دفء الحجرة ومشيت على أطراف أصابعي وفتحت الباب بمنتهى الهدوء لأجد سارة حبيبتي نائمة في بحر عميق من شدة الارهاق وبجوارها الباشا الذى احتل مكاني
وجدتها فرصة لأدقق فى ملامحه لأجده ورث عيون سارة الجميلة ولون بشرتها الخمري وأخذ لون شعري الأسود وشكل ذقني.. ولمست بشرته الحريرية وأنا أتمنى أن يكبر فورا لألعب معه وأعرفه أني والده
وقبّلته بحرص شديد ولكن يبدو أنى أقلقت منامه فاستيقظ يبكي.. وحاولت اسكاته.. لم أعرف طبعا فصحيت سارة مفزوعة واكتشفت جريمتي وصرخت فيّ: حرام عليك ياعمرررررررررررر
.........
*********
قـال عمـر
:
لا أدري لماذا تذكرت فيلم الحفيد.. والأب يبكي وهو يشتري لوازم الولادة من مغات ودجاج وخلافه.. وأنا مع حماتي نشتري لوازم البيت والمغات وو و.... مع طبعا اللمز واللمز من حماتي اننا مفروض نكون
اشترينا كل الحاجات دى قبل الولادة.. وانا أتحجج بأن سارة ولدت قبل ميعادها وطبعا لم أقل اننا لم نملك ما نشترى به جناح كتكوت
اشترينا كمية من الدجاج تكفى حي شبرا وطن مغات وحلبة وسكر وعسل وأرز ووووووو.... وكدت أبكي أنا الآخر وأترك حماتي وحدها وأتعلل أن عندي مشوار لليونسكو.. لولا اني وجدتها وقت الحساب
تخرج مبلغا ضخما وتحاسب هي.. رقصت من السعادة وأنا أقطب جبينى وأقول: ليه كده بس يا طنط؟ طيب لو ما كنتيش تحلفي
*********
قـالت سـارة
:
ايه يا جماعة هو أنا وَحش؟ ازاي آكل فرخة كاملة لوحدي؟ وكمان مسلوقة؟ لا بجد حرام
لم تجد توسلاتى صدى أمام روسيا وأمريكا أقصد ماما وحماتي..أخيييرا أجدهم متفقين في شىء منذ زواجي الا وهو ضرورة جعلي كالدرفيل بعد الولادة من كثرة الطعام.. فأجدني في الصباح مضطرة الى شرب كوب كبير جدا من المغات الذى تعلوه طبقات من السمن البلدى والمكسرات والذى يكفى وحده الى جعلى شبعانة لمدة شهر.. ويتبعه كوب كبير من الحلبة بالعسل الأسود
مش عارفة ليه وكل ما أبدأ بالاعتراض تجتاحني نظرات نارية من الطرفين تجعلنى أبتلع الكوب والملعقة أيضا
والمشكلة اني مطالبة بشرب كميات لا نهائية من المغات والحلبة طوال اليوم.. وعندما أرى الكوب الميمون يتجه نحو فمي يكاد لسان حالى يقول: اشربى يا شابة ماحدش بياكلها بالساهل
ووقت الغداء أجدني مضطرة الى أكل فرخة ضخمة في حجم الديك الرومي وحدي.. لا أعرف لماذا؟ ومثلها فى العشاء
لا أعرف لماذا يظنون ان من تلد لابد أن تتحول الى فيل بزلومة؟.. فينك يا عمر؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:46 pm

قـال عمـر
:
سبحان الله.. نفس الهجوم اللي هجم علينا بعد الزفاف هجموا تاني بعد الولادة
الزيارات ليل ونهار بس المرة دي الوضع مختلف ان حماتي هي اللي بتقوم بخدمتهم والنساء يدخلون لسارة فى حجرة النوم
وأنا أتدبس مع الرجالة فى الصالون.. ولازم الكل يشرب مغات.. ليه؟.. ولدوا هم كمان؟
بس بصراحة المرة دي فيه نقوط كتير ليحيى.. اكتشفت انه وش الخير علينا.. كفاية انهم وافقوا على موضوع شغلي الجديد في نفس يوم ولادة يحيى
صحيح.. سبحان الله.. عمري ما تخيلت معنى الاية: نحن نرزقهم واياكم.. بالشكل ده.. يعني ربنا قدم رزق الاطفال على رزق الاباء
الحمد لله.. ربنا يخليك لينا يايحيى
*********
قـالت سـارة
:
جايبة الوحاشة دى منين يا سارة؟ -
كلمة سمعتها من كل من زاروني واغتظت لها جدا وكنت أغضب وأكاد أقول محدش يقول على ابني وحش.. ده زى القمر.. عندما غمزت لي أمى ان الكل لازم يقول كده
علشان لو البيبي تعب لا قدر الله مانقولش انهم حسدوه.. طيب ما يقولوا انه جميل ويقولوا ما شاء الله
لا والأغرب ان ماما كانت تأمرني أن أتظاهر بالاعياء الشديد واني شفت الأهوال فى الولادة علشان برضه الحسد.. وكنت أرى نظرة نارية منها لو وجدتني ضحكت بصوت عالي او اقترحت الخروج من غرفة
النوم للجلوس مع صديقاتي فتعيدني هذه النظرة الى النوم على السرير والتظاهر بالكساح
*********
قـال عمـر
:
آآآآآخ.. نِفسي الضيوف دول يمشوا علشان أنام شوية.. والبيت محتاج فليبينية علشان يرجع لحالته الطبيعية وطبعا علشان حماتي هى اللى ح ترتب البيت ما ينفعش أطنش ولازم أساعدها.. دي مش سارة
علشان أسيبها تعمل كل حاجة وأنا سلطان زماني
المشكلة كمان اني بعد حملة الترتيب القاتلة لن أستطيع النوم في غرفة النوم كالمعتاد.. يكفينى سهرة امبارح والحفلة اللي كان نجمها الأوحد الأستاذ يحيى من سيمفونية صراخ متواصل حتى الفجر
وعزف منفرد من بكاء سارة لفشلها فى اسكاته.. وكنت أنا المتفرج الوحيد فى هذه الحفلة وحاولت المساعدة ولكني فشلت بالطبع فأخذت البطانية وسلمت أمري لله ونمت فى الصالون
طيب أنا في أجازة حاليا حتى الاسبوع القادم عندما أبدأ العمل فى الشركة الجديدة.. ودول ناس لازم أكون فايق جدا معاهم.. ح أعمل ايه فى الحفلات المسائية للأستاذ؟ ربنا يستر
*********
قـالت سـارة
:
آآآه.. أخيرا الضيوف مشيوا خلاص.. نفسي أنام.. أنا بقيت باعتبر النوم ده حاجة كده زى الحلم العربي
البيه طول النهار نايم وطول الليل صاحي مش فاهمة ليه ؟.. بجد بأبقى خلاص حارمي نفسى من البلكونة علشان ينام وبرضه مفيش فايدة ...
وطبعا عمر مش عارفة أصلا أشوفه من ساعة الولادة.. على طول مطرود من الأودة.. ياربي كل الأمهات بيتعذبوا العذاب ده؟
طيب والأم اللي بتصحى بدري علشان شغلها بتعمل ايه؟
آآآآه.. الحفلة ابتدت.. جاية يا يحيى باشا
..............

*********
قـالت سـارة
:
اليوم الأستاذ يحيى كمّل 6 أيام من عمره الميمون.. والله مروا كأنهم 6 سنين
على طوووول صاحية طول الليل وطول النهار.. مش عارفة أعمل ايه حيجيلي انهيار عصبى من قلة النوم وبقيت باتخيل حاجات ماشية على الحيطة وناس بتكلمنى وأنا بارد ردود غريبة
هو ليه كل المواليد بيحبوا يسهروا بالليل؟ ولو تكرّم عليّ ونام بيكون لنصف ساعة ومش عارفة ايه اللي بيحصل ويقوم يعبر عن استيائه اننا جبناه الدنيا الوحشة دي
بجد مش لاقية وقت حتى أسرح شعري.. ومش عارفة لما ماما ح تسيبي بعد السبوع حاعمل ايه فى شغل البيت والطبيخ والكوارث اللي ورايا؟
المشكلة انى بآخد وقت طويل جدا لحد ما أعرف الباشا بيعيط ليه؟ بأكون غالبا فى الآخر أنا كمان باعيط معاه
.لكن ماما ما شاء الله أول ما تشوفه بيعيط بتتحول الى أستاذ أطفال فى عين شمس وتقولي: عنده مغص.. عاوز ينام.. عاوز حد يزغزغه.. وعمر التشخيص ما بيطلع غلط
طيب أنا ح أبقى كده امتى؟.. بعد الطفل العاشر ان شاء الله
*********
قـال عمـر
:
البيت مثل خلية النحل.. والدي ووالد سارة راحوا علشان يشتروا حاجات السبوع ويوصوا على العقيقة اللي ح تتدبح بكرة فى سبوع يحيى وطبعا هم عارفين البير وغطاه.. فتعللوا انهم بيعرفوا فى الحاجات
دي أكتر مني
آدى الأبهات ولا بلاش
وجلست في انتظارهم حتى عادوا ومعهم صناديق كبيرة مليئة بالحلوى والشيكولاتة وتجمع كل البيت عليهم.. أخواتي وأخوات سارة وماما وحماتي كمان.. وطبعا أول مرة كشاب أحضر عملية تغليف علب
السبوع
في لحظات التف الجميع حول السفرة وكل واحد أخذ موقعه حتى سارة استغلت فرصة نوم يحيى وانضمت لفريق العمل الجبار.. وكأنهم جميعا طول عمرهم بيغلفوا علب سبوع فى الموسكى وانا
الوحيد اللي مش فاهم حاجة
لقيت العلبة بتمر على 7 أشخاص تقريبا حتى تكتمل فالأول يحضر العلبة ويضع بها قطعة شيكولاتة.. والثاني يضع بها البونبوني ثم يسلمها للثالث الذي يغلف الشيكولاته والبونبوني بغلاف دانتيل رقيق ويضعه داخل العلبة.. والرابع يضع لعبة صغيرة
والخامس يغلف كل هذا بغلاف حريري ويربط شريط فضي أو ذهبي.. والسادس والأخير يلصق رباط آخر عليه اسم يحيى وتاريخ ميلاده وآية مكتوب عليها:لم نجعل له من قبل سميا.. اخترناها أنا وسارة تيمنا
بيحيى الرسول عليه السلام
فعلا خرجت علبة السبوع رائعة الجمال ورغم رفضي للفكرة لكونها غير اسلامية وموافقتي فقط كى لا تحزن سارة وكي لا أفسد على الجميع فرحتهم.. فكرت في فكرة أننا نضيف مع اللعبة الصغيرة ورقة
صغيرة مطوية بها بعض الأدعية المستحبة وآداب سنن المولود وكيفية شكر الله على نعمة الولد.. ووافقنى الجميع على الفكرة كي نأخذ ثوابا وأيضا يفرح الجميع.. وكلفنا صاحب مطبعة بطبع ورقة الأدعية
بحيث تكون صغيرة الحجم كي توضع داخل علبة السبوع وعجبته الفكرة واستأذنا فى نشرها
وبالفعل أضفنا الورقة لعلب السبوع وسبحان الله أعطتها شكلا مميزا عن كل علب السبوع المعروفة.. وكنت واقف أراقب فريق الموسكي وهم يعملون بمهارة حتى أصروا جميعا أن أشاركهم.. وطبعا
أفسدت كذا علبة فى الاول بس بعد كده بقيت حريف أنا كمان
*********
قـالت سـارة
:
ماما أخبرتنى أن ليلة السبوع لابد أن تستحم الأم بالماء الساخن وتدلك كل جسدها في وقت طويل جدا كى تخرج من جسدها آثار تعب الولادة وتعود عروسا مرة أخرى ولابد أن تصفف شعرها جيدا وترتدي
شيئا جديدا تنام به في هذه الليلة
ضحكت في سري وأنا أسمع التفسير العبقري ورغم انى لا أحب أن أتبع عادات لا أفهمها ولكني كنت سعيدة بكل هذه الطقوس الخاصة وأريد أن أعيش تجربة الأمومة لأول مرة بكل تفاصيلها فكنت أوافق على
كل العادات القديمة طالما ليس بها شىء حرام.. فوافقت أمي.. وبالفعل شعرت أني أفضل كثيرا بعد جلسة المساج الاجبارية
وجاء دور يحيى هو الآخر لابد أن يستحم فى هذه الليلة داخل غرفته وكاد قلبي يسقط من الخوف عليه لبرودة الجو.. ولأنه استحم بالفعل فى المستشفى ولكنهم ماما وحماتي اصروا وأحضروا بانيو الاستحمام البلاستيك الخاص به وفرشوه بملابسه كى لايكون باردا عليه وأغلقوا الباب
وما أن خلع كل ملابسه حتى صرخ من البرودة مثل القطة الصغيرة حديثة الولادة التى تصارع الأمواج وتحول لونه للأزرق من شدة البكاء.. وحماتي تضحك وترقيه ببعض الآيات وانا لا اتوقف عن البكاء وعمر دخل الغرفة ليرى عملية التعذيب هو الآخر.. ولم يحتمل لحظات وخرج.. وأنا أتوسل لهم أن يتركوه بلا فائدة
وأخييييييرا انتهى الحمام التعذيبي وأحضروه لي وهو لا يكف عن الصراخ وهدأ ونام فقط بين أحضاني
*********
قـال عمـر
:
هى كل حاجة بتتعمل للأم.. والاب خلاص بيتركن على الرف؟
لازم الواحد يعمل ثورة في البيت ده علشان يرجع سي السيد تاني.. بس ايه ده الواد يحيى لونه فتّح شوية بعد الحمام
كان جميل أوي الجو اللي عملوه ماما وحماتي في أوضة النوم.. فرشوا مفرش سرير جديد وأشعلوا شموع لابد أن تظل مضيئة طول الليل رمز لانارة طريقه ان شاء الله ووضعوا مصحف صغير فوق رأس
يحيى وهو نائم.. ووضعوا ورود ونباتات خضراء حول السرير كي تكون حياته كلها خير ورخاء.. وأخيرا أداروا القرآن فى الكاسيت بصوت منخفض جدا ليظل دائرا طول الليل كى تظل كلمات القرآن فى صدره طول العمر
وفى هذا الجو الجميل رأيت أحب شخصين لى فى الوجود سارة وقد أشرق وجهها وأضافت له الأمومة لمحة حنان تمس القلب.. وحبيبي الصغير وهو نائم كالملائكة وقد استرخى جسده بعد الحمام الساخن
فنام نوما عميقا ورأيته يبتسم لأول مرة فى أحلامه فزاد جمالا فوق جماله
يارب.. كيف أشكرك على كل هذه النعم؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:46 pm

السّبـــوع)
قـال عمـر
:
استيقظت فى الصباح انا وسارة لأول مرة بدون الحفلة المسائية للأستاذ يحيى.. واضح ان مفعول الحمام والقرآن طول الليل جبار معاه.. الحمد لله.. أول ليلة سارة تنام من غير قلق واستيقظت مش مصدقة
نفسها انها نامت مرة واحدة زى الناس الطبيعية وهمست لها: صباح الخير يا حبيبتي.. نمتي كويس؟
فردت عليّ همساً هي الأخرى خشية ايقاظه: ياااااااااه ده انا مش مصدقة نفسي اني نمت كل ده من غير ما يحيى يصحى
قلت لها: ربنا يخليه ليكي يا حبيبتي.. يالاّ لبّسيه حاجة ثقيلة علشان آخده معايا
فردت سارة برعب: على فين؟
قلت: يوووووه يا سارة.. هو احنا ح نتكلم فى الموضوع ده تانى؟ انتي عارفة على فين
فردت بفزع: لا أرجوك يا عمر بلاش النهاردة استنى لحد ما يكبر شوية
فرددت عليها بعطف: بصي يا سارة ياحبيبتي.. السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ان المولود فى اليوم السابع بيحلق شعره كله والاب يتصدق بوزن الشعر وزن مساوى من الفضة وكمان يتعمل عملية
ختان للمولود فى اليوم السابع زي ما الرسول عليه الصلاة والسلام عمل للحسن والحسين.. عاوزانا نتأخر عن السنة ليه؟
فردت بتضرع وكادت تقبل يدي: مش ح نتأخر ولا حاجة بس احسب وزن الشعر يكون كام واتبرع بأكتر منه وبلاش تحلق له وأجل موضوع الختان شوية لحد ما يكبر أرجوك يا عمر علشان خاطري
رق قلبى لرعبها على وليدها ورددت بحنان: ما تخافيش يا حبيبتى مش ممكن فيه حاجة فى الدين بتؤذى الوليد ويعني هو مش ابنى ما هو أنا كمان خايف عليه
فبكت بالفعل وهى تخبرنى من بين دموعها: لا ياسيدي انت ما تعبتش فيه زيي.. ولا شفت الموت فى ولادته وانت خسران ايه يعني؟
ضممتها اليّ وقلت لها: احنا اتفقنا اننا ح نربيه تربيه اسلامية من اول يوم فى عمره حترجعي فى كلامك ولا ايه؟
*********
قـالت سـارة
:
ماما وحماتي مشغولين بتوزيع لحم العقيقة التى ذبحها بابا فى الصباح على الفقراء.. والبيت كله فى حركة دائمة وتم اعلان حالة الطوارىء فى المطبخ لاعداد وليمة السبوع وطهي بقية العقيقة وبقية ا
خواتي وأخوة عمر يعلقون الزينات ويرتبون الشموع استعدادا للمساء عندما يأتى كل الأهل والاصحاب.. وأنا غائبة عن كل هذا وأكاد أرى أشباحا وقلبي وعقلي مع ابني وهم يقطعون جزءا من جسده.. آآآآآآآآآه كلما أتذكر هذا لا أتوقف عن البكاء.. وكل دقيقة أتصل بعمر على الموبيل حتى ملّ منى وأغلقه نهائيا
وأخيييرا.. جاء هو ووالده ومعهم يحيى وللغرابة وجدته نائم وأخبرني أن الطبيب أعطاه مسكن وسينام فترة وأن الموضوع تم بسهولة وفى دقائق
كدت أقتل عمر وهو يتكلم بهذه البساطة.. صحيح الرجالة قلبهم حجر
حضنت يحيى بقوة لأعوضه قسوة أبيه!! وخلعت عنه الكاب لاجده أصبح شبه ابراهيم نصر
حلقوا له شعره بالموس وأصبحت رأسه ما شاء الله زلطة.. وقبل أن أصرخ فى عمر وجدته هرب من أمامي
أخذته الى حجرة النوم وأخذت أبكى بلا توقف.. آه لو أعلم أن الأمومة متعبة بهذا الشكل لما كنت تزوجت من الأصل
وأفقت على يد عمر تربت على كتفي فدفعته بقوة وعلا صوتي وأنا أصرخ فيه: انت بجد قلبك حجر ولا يمكن ح أسيبه معاك تاني أبدا أبدا
فرد بهدوء وكأنه يكلم مجنونة: خلاص أوعدك المرة الجاية مش ح أوديه لأبو رجل مسلوخة تانى.. مش تعقلى كده ياسارة؟ ماالولد كويس الحمد لله
فرددت بعصبية: استنى لما يصحى وشوف ح يعمل فيّ ايه.. حرام عليك والله
فرد بحنان: خلاص يا ستي لما يصحى أنا اللي ح أسكّته.. اتفقنا؟ وبعدين مش تشوفي أنا ويحيى جبنالك ايه بمناسبة الولادة والسبوع؟
فرددت بعناد: مش عاوزة منك حاجة
لم يرد عليّ وأخرج كارت صغير مكتوب عليه بخطه: أنا بحبك ياماما الامضاء يحيى
فلم أتمالك نفسي وابتسمت وأحسست أن ابني كبر فعلا وهو اللي كتب بخطه.. ولم أنتظر حتى فاجأني عمر بعلبة أنيقة أخرج منها خاتم رائع به فراشات كثيرة شبيه بالخاتم الذى أهداه لي فى قراءة الفاتحة
ياللرقة..
خجلت من نفسي من عصبيتي ورددت بصوت هامس: ربنا يخليكوا لي يارب
*********
قـال عمـر
:
جلس جميع رجال العائلتين فى الصالون بعد الغداء الدسم والتهام العقيقة ساكنين خاشعين فى استماعهم الى صوت المقريء الذى أتيت به ليتلو آيات الله بعد العصر والكل تعجب من الفكرة
سبحان الله.. لماذا القرآن لدينا والمقرئين مرتبط فقط بالموت والمآتم؟
ألا نتذكر الله الا فى الحزن؟.. ورغم استغراب الكل الا اننى وجدت الجميع سعداء ومنتشيين من حلاوة صوت الشيخ وأثنوا على الفكرة
وقطع سكون البيت صوت يحيى وهو يصرخ بشدة لم أسمعها منه من قبل فاستأذنت وجريت له فوجدته يبكى حتى تحول وجهه للون الأزرق وسارة حالتها لا توصف.. فأحسست بالذنب الشديد ولكنى تمالكت
نفسي وأخذته منها وأعطيته نقط الدواء المسكن وأخذت أهدهده وأقرأ له القرآن في أذنه حتى نام أخيرا
*********
قـالت سـارة
:
بدأ الناس والأصحاب يتوافدون وأنا عيناي متورمتان من البكاء ونهرتني ماما عندما رأتني فى هذا الشكل وجعلتنى أبدل ملابسى بالأمر.. وجاءت حماتي واختارت لي طاقم سواريه لا أرتديه الا فى المناسبات وهمست في أذني أن الناس لابد أن تراني عروس اليوم
دقائق قليلة وأصبح البيت يعج بالناس.. لا أعرف من دعى كل هؤلاء؟.. وخفت على يحيى من هجوم الجميع عليه وأخذته فى حضني لا أفارقه وأنا أقرأ المعوذتين باستمرار.. وانطلق صوت الاطفال يغنون
أغاني السبوع الجميلة وأضفوا بهجة على البيت وشعرت اني فى فرح حقيقي
ولحظات وانطفأت الأنوار وأمسك الجميع الشموع كبارا وصغارا وأخذوا يغنون: حلقاتك برجالاتك.. وأمي تنثر الملح فوق رؤوس الجميع ومعه السبع حبات والتي علمت انها عادة قديمة أعتقد فرعونية وهي
مكونة من القمح والذرة والحلبة و..و..و وكل واحد من هذه الحبوب يرمز لشىء يتمنون أن يكون فى حياة المولود مثل الخير والرخاء
وهددتني ماما أن لابد أن تظل هذه الحبوب مع الملح فى أرض الشقة وأمام المنزل أطول فترة ممكنة ولو كنستها احتمال تبلغ عني البوليس
ياااخبر أبيض ايه الفزع ده؟.. ماما بتدق الهون فى ودان يحيى بكل قوة علشان لما يكبر ما يخافش من الأصوات العالية.. بس أنا اعتقد أنه بعد الدق ده مش ح يسمع لا عالية ولا واطية.. لا وكمان حطينه في
غربال وبيهزوه مع مجموعة من النصائح اللي تودى فى داهية: اسمع كلام أمك.. اسمع كلام جدتك.. طبعا.. ما تسمعش كلام أبوك
ح يفسدوا أخلاق الولد من دلوقتي
وجاء وقت البخور وامتلأت الشقة برائحته الزكية وجعلوني أمرّ من فوقه وأنا أحمل يحيى 7 مرات وعمر لا يتوقف عن التقاط الصور لنا وكأننا فى فيلم سينمائي.. بس بجد رغم ان كل العادات دى مش
اسلامية لكن لا يوجد بها مايضر بل أعطتنا بهجة وذكرى لن تنسى
وأخذت ماما يحيى وأخذت تلف به كل حجرات الشقة وكأنها تريه بيته.. وصرخت عندما وجدتها تخرج به الى البلكونة في هذا البرد الرهيب.. ولكنها أصرت ووجدت كل الجيران واقفين فى البلكونات
وكأنهم يعلمون أن ماما لازم ح تطلع البلكونة.. ياربي كل الامهات شبه بعض
ولم يكتفوا بالبلكونة ولكنهم خرجوا به الى خارج الشقة ووراءهم طابور الاطفال بالشموع ونزلوا به عدة طوابق وكل شقة يصلون اليها تستقبلهم الامهات برش الملح والزغاريد أيضا.. وأخذ الجميع يأخذون علب السبوع ويعطوننا الهدايا وأغلبها والحمد لله مبالغ مالية.. ولم أعد أعرف أين يحيى فى هذا المولد.. وأخذت أبحث عنه فى كل مكان ..حتى وجدت يد تمتد فى الزحام لتحتضن يدي ووجدته
عمر يقف بجانبي ويقول لي بمنتهى الحب والحنان: ألف مبروك ياعروسة
*********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:47 pm

قـالت سـارة
:
مرت ثلاث أسابيع على ولادتى يحيى.. زاد وزنه قليلا واستدار وجهه وظهرت ملامحه أكثر.. عمر يصر انه شبهه وأنا أحلف أنه شبهى أنا !! وأصبح يعرف صوتى وعندما أناديه أو أتحدث بصوت مرتفع بجواره ينصت ويتوقف عن البكاء.. وماما بتقول لى انه بيعرف رائحة أمه من يوم الولادة.. سبحان الله
وطبعا لا علاقة له بعمر أبدا لأنه حتى الآن يعجز عن حمله بصورة صحيحة ويكتفى بملاعبته وهو على كتفى لدقائق قصيرة.. وده لأن أنا نفسى باشوفه طول اليوم لساعات قليلة علشان الشغل الجديد وأحيانا يأتى ولا نراه
انا سعيدة جدا بيحيى وأشعر انه أعطى حياتى طعما جديدا وأستعجب كيف كنت أعيش بدونه.. لكن فى نفس الوقت أشعر بشعور رهيب من الحزن والاكتئاب والرغبة الدائمة فى البكاء لأقل الأسباب وأحيانا بدون أسباب
لا أعرف سبب رغبتى الجديدة فى تذكر كل الأحداث الحزينة التى مرت عليّ وتخيل ما يمكن أن يحدث من سوء لي وليحيى ولعمر.. وعندما يتعطف عليّ يحيى باشا ويسيبنى أنام أحلم أحلام سيئة جدا بأنى دائما بأفقد يحيى و..و..و
أحيانا أرفع سماعة التليفون كى لا يكلمنى أحد على الاطلاق حتى ماما.. حتى الاكل بآكل غصب عنى ولا اشعر بمذاق اى شىء ولا رغبة عندى أن استمع الى عمر وهو يحكى لى كل يوم عن عالمه الجديد بمنتهى الحماس وأنا أسمعه وكأنى من عالم آخر
*******
قـال عمـر
:
ياخبببببببر !!! ده الواحد كان مدفون فى شركتى القديمة.. ده انا كنت بامثل انى باشتغل مهندس والظاهر انى كنت شيخ غفر
الشركة الأجنبية الجديدة شغلها من نار.. مفيش دقيقة دلع ولا رغي فى التليفون ولا شرب شاي وسندويتشين فول.. ولا مجال للخطأ او التهاون لأنهم يطبقون فى العمل نظام الأفضلية فقط ولو تهاون أحد لا مكان له ويستبدل بمهندس غيره فى يومين على الأكثر
مواعيد تسليم المشاريع لا يمكن التأخير فيها الا لو مت مثلا.. والأكثر انك فقط لا تؤدى العمل المطلوب منك فقط ولكن طول الوقت مطلوب منك أن تطور نفسك وتطور الشركة بأفكار ومشاريع جديدة تساعد على تقدم سير العمل وتطور الأداء.. وهذه الافكار يؤخذ عليها نقاط توضع فى ملف كل مهندس وعلى أساسها تتم ترقيته على قدر عمله.. وليس عن طريق الاقدمية أو عن طريقنا المفضل أن من ينقل كل أخبار الموظفين ويكون جاسوس عليهم يكون هو حبيب المدير وأهم موظف فى الشركة حتى لو كان لم يدخل حتى محو الأمية
*******
قـالت سـارة
:
ماما قالتلي ان الغم اللي أنا معيّشة نفسى فيه سببه اكتئاب ما بعد الولادة وده بيحصل لأمهات كتير.. استغربت جوايا وقلت ليه ربنا يدينا نعمة زى الامومة ونكتئب؟
حاولت أقرا فى الموضوع ده ودخلت على الانترنت لقيت انه بيحصل من اضطراب الهرمونات بعد الولادة لأنها بتهبط فجأة بعد ما كانت مستقرة طول شهور الحمل
واترعبت لما لقيت حالات فى اوروبا وأمريكا دخلوا حالة مرضية من الاكتئاب وقتلوا أولادهم ومنهم انتحروا.. أعوذ بالله ربنا يستر
لا.. لازم أحاول أخرج من الحالة دى قبل ما اتجنن
ح أحاول اسمع قرآن مادمت مش قادرة أقراه.. أحاول أقرا الجرايد تانى او أروح للكوافيرة اللى نسيت عنوانها فين.. بس والله غصب عنى كل ما باشوف شكلى فى المراية وان وزنى زاد شوية بأعيط ولما بأحس انى معزولة عن العالم وكل حياتى داخل الكوافيل والرضعات والبكاء المستمر باكتئب
ولا شعوريا باحس ان عمر هو السبب فى كل اللى حصلّي.. فبابعد عنه أكتر وأكتر
هو كمان مشغول جدا فى شغله ولا يفكر ان يشاركنى فى تربية يحيى.. حتى ان ساب اوضة النوم وأصبح ينام لوحده فى الغرفة الصغيرة طبعا من كونشرتو آخر الليل للباشا يحيى
وعندما أغضب وأطالبه الا يتركنى وحيدة يتعلل بأنه لازم ينام كويس علشان يعرف يشتغل الصبح لأن الناس دى ما بتهزرش
طيب وانا أعمل ايه؟ هو ابنى لوحدى؟
ده غير انى أصلا مش بانام طول الليل والصبح مطلوب منى انى اراعى البيت وانضف وأطبخ.. غير المعارك اليومية ليحيى والتى لا تجعلنى أجد وقت لانجاز كل الكوارث اللى ورايا دى
بجد حاسة ان انا وعمر بعدنا عن بعض كل واحد فى أوضة وبينام بدرى لأنه بيرجع متأخر من الشغل الجديد وأنا أفضل وحيدة.. ومش عاوزنى بعد ده كله أكتئب؟
*******
قـال عمـر
:
خلاص الظاهر شهر العسل خلص خلاص وحيبتدى الجواز الاصلي
مش عارف أتكلم مع سارة ولا نقعد مع بعض زى زمان.. ياامّا نايمة لأنها سهرانة طول الليل مع يحيى يااما بتجرى تحضر له رضعاته او بتغيّرله.. يااما مكتئبة ومش عاوزة تتكلم خالص
انا بجد مش عارف أعمل ايه؟ ومش عارف أساعدها ازاى يعنى اسيب شغلى وأقعد أرضع يحيى؟
بجد سعيد جدا بأنى بقيت أب ولو خيرونى بين كنوز الدنيا وبين يحيى أختار ابنى طبعا.. بس حاسس انى خلاص بقيت فى المرتبة التانية عند سارة.. والله وارتكنت على الرف يا عم عمر

[size=25]*******

قـالت سـارة
:
النهاردة يحيى باشا كمل شهرين بالتمام والكمال.. خلاص بقى راجل قد الدنيا ومحدش عارف يكلمه.. بقى بيضحك لما ألاعبه بجد بجد ابتسامته لايمكن توصف بتمسح عنى اى تعب او ألم
والظاهر هو عارف كده.. بيعمل كل كارثة والتانية وبعدين يبتسم لى كأنه بيدينى رشوة
آآآآه واضح ان جينات الرجولة بتتخلق من بدري اوي
لا وواضح انه ح يبقى شقى جدا.. عاوز يرفع دماغه على طول علشان يعرف ايه اللى بيحصل فى الدنيا من وراه.. ولا يقبل أى تأخير فى طلبات سيادته ولو لدقيقة واحدة بيكون كل الشارع سمع صوتنا
بس بجد كل يوم باسأل نفسى ازاى كنت عايشة فى الدنيا من غيره؟؟.. صحيح انى نسيت النوم والراحة والخصوصية بس سبحان الله ربنا بيعوض كل ده بكنز خاص اسمه الأمومة
*******
قـال عمـر
:
المدير عاوز تصميم المشروع الجديد جاهز فى أقل من شهر حتى لو اضطريت انى أبات فى الشركة انا وزمايلى.. مش مشكلة المهم يتسلم فى ميعاده بالثانية.. أمال ليه احنا فى شركاتنا العربية كل حاجة ماشية بالبركة؟ وعادى جدا اننا نسمع عن مستشفى مثلا بيتبنى فى عشرة وعشرين سنة كمان؟.. طبعا كل ده مش وقت للبناء بس بيشتغلوا يوم ويريحوا شهر
فعلا مش قادر على ضغط الشغل حاسس انى مطحون وكل حاجة عندى بالدقيقة والثانية.. وانا كمان فى مرحلة اثبات الذات فى الشركة وغير مسموح لى بأى خطأ أو تهاون
وللأسف جو البيت لم يعد مشجع زى زمان.. سارة طول الوقت عينيها بتتهمنى بالتقصير ناحيتها وناحية يحيى.. رغم انها لم تصرح بده بس أنا باحس بيها.. لكن أعمل ايه بارجع البيت باكمل شغل على الكومبيوتر والانترنت وبالعافية بانام كام ساعة
مفروض انى أسيب ده كله وأسيب الدوامة دى وأسألها يحيى رضع كام مرة النهاردة ؟.. ستات رااااايقة
*******
قـالت سـارة
:
اجازتى من شغلى انتهت وكان لازم أرجع والا يستغنوا عن خدماتى ويجيبوا حد تانى.. وكان قرار صعب جدا انى أرجع ولا أقعد فى البيت وخلاص.. كنت محتارة جدا فى القرار والكل كان رأيه انى أتفرغ لتربية يحيى وخلاص وأولهم عمر طبعا
وأنا كنت حاسة انها حاجة صعبة جدا.. انى مش لاقية وقت أخرج ولا أنام زى البنى آدمين الطبيعيين لا وكمان أصحى بدرى واشتغل.. وساعدت حالة الاكتئاب اللى كانت عندى - واللى الحمد لله انتهت بمرور الوقت وبتقربى الى الله - ساعدت كمان انى ما يكونش عندى قدرة انى اعمل اى حاجة تانية
لكن بمرور الوقت أصبحت أفضل فى رعاية يحيى وبقيت باعرف هو بيبكى ليه وحاولت أنظم مواعيد رضعاته.. فحسيت انى لازم أرجع أشتغل تانى وخصوصا انى لا يمكن ح ألاقى وظيفة انى أشتغل من البيت تانى.. فصليت صلاة الاستخارة وحسيت ان ده مستقبلى حتى لو كان بسيط بس انا مش عاوزة أكون زوجة و أم بس.. لأ لازم أكون قبل دول.. سارة
لازم أحافظ على شخصيتى وما أسيبهاش تدوب فى دوامة البيت والأطفال.. حتى لو تعبت شوية لكن أكيد ح أتعود.. ولو ما تعبتش دلوقتى فى شبابى ح اتعب امتى؟
لكن الايام الاولى كانت انتحار بجد.. طول الليل سهرانة مع يحيى وبينام بعد الفجر.. يادوب أصلى وأنام ساعتين واصحى أقعد على الكومبيوتر وأبدأ فى ارسال الايميلات والرد على العملاء.. بس طبعا بامووووت من التعب وأحيانا كنت بانام وأنا قاعدة وأصحى مفزوعة من صوت التنبية فى الرسايل اللى بتوصل كل ثانية
وأفضل أشرب شاى وقهوة لحد ما أفوق وفى خلال كل ده أرتب البيت بسرعة.. ويحيى معايا طبعا باعمل له كل طلباته بدون توقف.. لحد ما ينتهى العمل الساعة 3 وبأكون خلصت الغداء وبأحاول أنيّم يحيى وأنام جنبه ولو ساعة او ساعتين وبعدها أصحى أستعد لحضور عمر الساعة ستة
آآآآآآآآآه يارب ساعدني

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:48 pm

قـالت سـارة
:
ناداني عمر: سارة .. سارة..اصحى انتى نايمة على الكنبة؟
أنا: ايه ده ايه ده ؟ انت جيت يا عمر امتى ؟ احنا الصبح ولا بالليل ؟
عمر: الساعة 7 بالليل ياسارة.. قومى يا حبيبتى علشان ناكل انا جعان جدا عاوز آكل بسرعة علشان ورايا شغل كتير
شعرت بصداع رهيب وأنا أحاول أن أقوم من مكاني.. واتضايقت لما وجدت عمر يسأل عن الأكل ولم يسأل عليّ أنا أو يحيى.. فرددت بعصبية: طيب اسأل على أنا وابنك قبل ما تسأل عن الأكل يا سيدي
تفاجأ عمر من رد فعلى العصبى ويبدو انه هو كمان كان مشحون على الآخر.. فرد بعصبية هو كمان: هو احنا مش ح نخلص من الموال ده ياسارة؟! كل يوم تتهمينى انى مقصر فى حقكم انتى ويحيى ؟! يعنى ليّ بيت تانى مثلا باهتم بيه؟؟ وانتى عارفة قد ايه الشغل الجديد متعب.. أعمل ايه يعنى؟
رددت بعناد: والله انا مش باطلب منك تسيب شغلك وتقعد جنبنا.. بس على الأقل حاول تشاركني ولو نفسيا فى تربية يحيى.. ده انت حتى بتنام فى اوضة تانية.. لأ.. أنا بجد تعبت وحاسة انى عايشة لوحدي
فرد بصراخ: يادى النكد الأزلى.. مش ح نخلص من السيرة دى ياسارة؟.. طيب قوليلي ازاى انام وطول الليل يحيى بيصرخ؟ يعني أروح الشغل مش نايم علشان أترفد ونقعد على باب السيدة كلنا ؟ كده ابقى باشاركك نفسيا؟
فصرخت أنا الأخرى: والله ما أعرفش.. هو مش ابنى لوحدى حرام انك تسيبنى لوحدى فى كل حاجة كده
ففاجأنى برده القاسي: والله انتى اللى سايبانى يا هانم.. قبل ما تتهمينى بالتقصير شوفى نفسك الأول.. انتى اللى من يوم ما ولدتى مش مهتمة بنفسك ومش شايفة غير يحيى وبس.. وناسية ان ليكى زوج وحتى ما بتسألنيش عملت ايه فى الشغل ولا ليكى دعوة بيّا خالص.. خلاص اتركنت على الرف من اول طفل.. امال لما يبقوا تنين تلاتة حتعملي ايه؟ حترمينى فى الشارع؟
ذهلت من هجومه عليّ وشعرت بانهيار تاااام.. كل هذا المجهود الرهيب وأكون أنا المقصرة؟؟.. فعلا لا حدود لأنانية الرجال
لم أقوى حتى على البكاء ولا الصراخ.. تجمدت الكلمات على لساني ونظرت اليه وكأنى لم أره من قبل.. وشعرت بدوار كبير وسمعت صوته وهو ينادينى من مكان بعييييد.. ومادت الأرض بى و.. وفقدت الوعى
*******
فتحت عينى بصعوبة شديدة لأجد نفسى نائمة فى سريرى ويحيى نائم بجوارى وعمر ينظر لى بقلق بالغ وبيده عدة عطور يحاول افاقتى بها.. شعرت بصداع رهيب لم أشعر به من قبل وثقل شديد فى رأسي وتذكرت ما حدث فأغمضت عينى كى لا أرى عمر وسالت دموعي
همس عمر وهو ممسكا بيدى: حمد لله على السلامة يا حبيبتى.. كده تقلقيني عليكى ده انا كنت ح اموت لما أغمى عليكى
أنا: .......؟
عمر: انا آسف
أنا: ......؟
عمر: مليون آسف يا حبيبتى.. بس أنا كنت راجع ح اموت من التعب وكنت عاوز أرتاح شوية علشان ورايا شغل تاني.... بجد أنا مشحون جدا يا سارة ومفتقد حبيبتى جنبي
فرددت عليه بصوت ضعيف: انا كمان تعبانة اوى يا عمر ومحتاجاك معايا.. مسئولية الأمومة متعبة جدا ولازم يكون حد جنبي.. وانت من يوم ما ولدت بعيد عننا وحتى بتنام فى اوضة تانية..حاسة انى وحيدة جدا.. ده انا بيتهيألى انك مش مبسوط اننا خلفنا يحيى
فرد بانزعاج: ايه الجنان ده ؟!!.. لا اله الا الله.. ده انا اموت لو بس اتجرح
فرددت من بين دموعي: أمال انت بعيد ليه؟؟
فرد بحنان بالغ: والله غصب عني.. عاوز أثبت نفسى فى الشغل الجديد.. انتى عارفة انى لسه فى فترة اختبار اول شهرين.. معقول من أولها كده أنام فى الخط وأروح مش فايق علشان يقولوا لى مع السلامة؟
رددت بعناد: طيب والحل ؟
عمر: ياسارة لازم تعرفى ان أهم حاجة فى حياة الراجل هى شغله.. وأهم حاجة فى حياة الست هي اولادها وبيتها.. وكل خناقات الدنيا بتيجى لما طرف من الاتنين بيفترض العكس من شريكه.. احنا الاتنين لازم نتعب علشان نربى ابننا احسن تربية
رددت وقلت: بس انا تعبانة اوى يا عمر
عمر: خلاص ياسارة صدقينى ح احاول والله على قد ما أقدر انى أساعدك.. اتفقنا؟
فرددت برضا: اتفقنا
*******
جاءت الأيام التالية وكلي تصميم على تنظيم حياتي وتغييرها لنشعر جميعا بالراحة وبدأت بأنى استشرت طبيبة أطفال فى نوم يحيى المتقطع وسهره بالليل وتعبى معه.. فردت على رد صدمنى أننى أنا السبب ياربى ناقص يقولوا انى سبب خرم الأوزون
وجاء توبيخ الطبيبة لى ان المفروض من اول اسبوع ان احاول الا أرضع يحيى بعد الساعة 12 مساء حتى السادسة صباحا كى ترتاح معدته وينام باستغراق طوال هذه المدة.. لأن الطفل مادام يستيقظ ليلا ويجد أمه ترضعه كل مرة سيستيقظ كل ساعة حتى لو لم يكن جوعان.. لكنه لو علم انها لن ترضعه سيبكى اول يومين وبعدها لن يستيقظ طوال الليل
طبعا سمعت كلام الطبيبة وانا فاتحة فمى علامة البلاهة.. يعنى كان ممكن أرتاح من الغلب ده كله؟؟
وعزمت على تنفيذ ما قالته الطبيبة بالحرف الواحد واخترت يوم الاربعاء مساء ليكون الخميس والجمعة أجازة بعدها وبالفعل حاولت تنظيم رضعاته.. ولم أرضعه ليلا
وبالطبع كانت استغاثاته دولية وكان ناقص يقوم يتصل بالبوليس من الست المفترية دي.. وكدت أضعف وأرضعه الا انى صمدت وانا أبكى من صراخه.. وفى النهاية نام
فعلا الاطفال فى غاية الذكاء.. عندما علم أن لا فائدة من صراخه نام وأكيد بيقول فى سره حسبى الله ونعم الوكيل
لكن بعد عدة أيام الحمد لله استسلم ولم يعد يستيقظ ليلا وأصبحت أنام زى مخاليق ربنا.. وبعد أسبوعين آخرين اقنعت عمر ان يحيى أصبح أليف ورجع ينام فى أوضتنا تاني
اقتنعت دلوقتى ليه ربنا عمل هجر الفراش وسيلة من وسائل تأديب المرأة
*******
قـال عمـر
:
الحمد لله أخيرا انتهت فترة الاختبار فى الشركة وأبدوا اعجابهم بنشاطى ومجهودى وأصبحت مهندس دائم فى الشركة والأهم اني أخييييرا ح أقبض مرتبى بعد فترة الاختبار المجانييية
والله وح تبقى غنى ياواد ياعمر ومحدش ح يعرف يكلمك
لازم بجد أكافىء سارة واشترى لها هدية محترمة على الغلب اللى شافته معايا.. انا فعلا كنت لا أطاق فى الفترة اللى فاتت
مش عارف ازاي الست ممكن تركز فى كذا حاجة فى نفس الوقت وتعملها كلها بكفاءة.. تلاقيها بتذاكر لابنها وبتتفرج على التليفزيون وتتكلم فى التليفون وبتطرّز مفرش فى ايديها ومتابعة بقية ولادها وهمّ بيلعبوا.. والراجل لو بس بيتكلم فى التليفون وحد علّى صوته ولا حاجة بيعمل حريقة فى البيت لأنه مش مركز فى المكالمة
أنا فعلا لما باركز فى شغلي مش باعرف أعمل أى حاجة تانية.. بس خلاص بقى فترة الضغط الرهيب دى عدت على خير ولازم أعوض سارة ويحيى باشا
*******
قـالت سـارة
:
ايه كل ده ياعمر؟؟.. مش معقول؟ انت قتلت حد ولا ايه؟
قلت هذه العبارة باستغراب شديد وأنا أجد عمر يدخل البيت ومعه سرير هزاز جميل ليحيى مزود بألعاب تصدر أصواتا لاسكاته.. ومجموعة من الألعاب المطاطية وكذا طقم خروج ليحيى شيك جدا
ولم أنتظر لحظة الا وفاجأنى بفستان سوارية لى فى غاية الأناقة.. قفزت من الفرحة وأنا أشكره وأقول له: ده كتير أوى يا حبيبى.. انت قبضت ولا ايه؟
رد عليّ مبتسماً: ايوة يا قمر قبضت أخيييرا.. وكمان اخدت مكافأة شهور الاختبار.. يعنى باختصار انا حاليا انسان غنى اوى وانتى مش من مستوايا واحتمال ما اردش عليكى بسهولة
وطبعا كان جزاؤه ضربه بكل مخدات الأنتريه وهو يصرخ ويطلب الرحمة ولم أتوقف عن ضربه الا عنما فوجئنا أنا وعمر بصوت يحيى يضحك بصوت مسموع على معركتنا
فجرينا نحوه واحتضناه ونحن لا نصدق آذاننا وأخذنا نضحكه أكثر وأكثر بافتعال الحركات وهو يزداد فى ضحكاته العالية.. واحتضننا عمر بسعادة بالغة وطلب منى ان أرتدى الفستان الجديد ويحيى الملابس الجديدة لأننا سنخرج للعشاء فى أشيك مطعم على النيل
جريت على الفور لنلبس أنا ويحيى قبل أن يرجع فى كلامه.. وكان شكل يحيى قمر فى البدلة الجديدة التى جعلته مثل الرجل الصغير.. واهتممت جدا بمظهرى وأخذت وقت طويل فى الاستعداد وخرجت لعمر
اوووووه ماشاء الله .......الآنسة مرتبطة ؟
كانت ذلك التعليق من عمر طبعاً.. وكان ردي:.........؟
أكمل قائلاً: طيب تسمح الآنسة القمر دى انى أعاكسها وأديها هدية تليق بالشياكة دى كلها؟
وأخرج من جيبة علبة قطيفة بها اسورة رااائعة وألبسها لي وهو يقول: ربنا يقدرني وأعوضك كل حاجة يا غالية
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:49 pm

قـالت سـارة
:
لا أصدق ان مر على ولادة يحيى 9 أشهر.. وكأني كنت أحمله داخل رحمي بالأمس
أصبح انسان آخر.. زاد وزنه وأصبح شديد الشبه بى وفى خده غمازة تظهر بشدة عندما يضحك.. بدأ يحبو على الأرض ويضحك بشدة عندما ألاعبه
وعندما أجرى وراءه يحبو بأقصى سرعته ليختبأ تحت الكنبة ويتخيل اني لا أراه !! ومتعلق بى بشكل لا يوصف وعندما يجد أي شىء ملقى على الأرض لا يتردد أن يتذوقه أولا وان لم يعجبه يعطيه لي بنفس راضية.. مما جعلني طوال اليوم لا همّ لى الا أن أجعل الارض لا شىء عليها على الاطلاق لأنه لا يفرق بين المسامير والحلوى.. كله الى فمه.. وجعلني لا أهدأ طوال اليوم من التفتيش تحت اى كرسي يحلو له ان يختبىء تحته عن اى شىء ملقى ولو قطعة كلينكس خوفا من أن يبتلعها
مرحلة خطيرة جدا مرحلة الحبو دي.. ربنا يستر وتعدي على خير من غير ما عمر يطلقني.. لأنه لو وجد أي شىء ولو بنسة شعر سقطت مني
تحول الى خناقة كبيرة خوفا على حياة الباشا
*******
قـال عمـر
:
ياااه على الروتين والشغل اللي ما بيرحمش.. انا بجد تعبت خلاص.. نفسي آخد أجازة وأروح فى مكان فااااضى لا أرى أى أحد على الاطلاق
قدمت على اجازة أسبوع وبالعافية رضيوا على 4 أيام فقط منهم الجمعة والسبت طبعا.. بس مش مهم.. المهم اني اتخنقت وعاوز تغيير حالا
سارة كمان مطحونة بين شغلها وبين يحيى اللى أصبح عفريت وعاوز حارس عليه 24 ساعة كى لا يبتلع سم فيران مثلا
كلمت صديق قديم لي يمتلك شالية منعزل على شاطىء البحر الأحمر بعييييييد عن كل العالم.. الظاهر انهم بنوه علشان يقتلوا فيه حد وبعدين غيروا
رأيهم.. الشاليه يجنن يبعد عن أى مبانى حوالى 30 كيلو.. وهو ده اللى انا عاوزه بالظبط
*******
قـالت سـارة
:
اهلا اهلا بالاستاذ يحيى أخبار مغامرات سعادتك ايه النهاردة؟
قالها عمر وهو يحتضن يحيى الذى هلل لرؤيته وأخذ يقفز بين ذراعيه
قلت له: أسكت يا عمر ده جننني النهاردة طول النهار مستخبي وبأدور عليه يا امّا تحت السفرة يااما جوه دولاب المطبخ بيلعب فى الحلل.. انت
أكيد كنت جن زيه كده وانت صغير وهو طالع لك
ضحك بقوة وأجاب: ايوة كده خليه راجل أمّال عاوزاه بنوتة؟ اما أنا محضر لك حتة مفاجأة تحفة
قفزت من الفرح وانا أسمع وأمسكته من رقبته: مفاجأة؟ ايه يالا قول بسرررعة احسن مش ح يحصل لك طيب
قال لي مبتسماً: ياساتر يارب.. هو ده الرد؟ على العموم انا ح أقول ليحيى مش ليكى.. بص ياكابتن انا عارف انك ما شفتش بحر قبل كده علشان
كده يالاّ روح هات المايوة بتاعك علشان ح نروح شالية يجنن انا وانت بس وح نسيب ماما المفترية دي هنا
وكأن يحيى فهم الكلام.. انه مطلوب منه شىء فأخذ يحبو بسرعة وذهب يحضر الدبدوب المفضل عنده واعطاه لأبيه وظهرت علامات الحيرة على
وجهه عندما غرقنا في الضحك من تصرفه وكأنه يقول فى سره: العالم دي مجانين ولا ايه النظام؟
سألت عمر: شاليه ايه يا عمر؟ ايه ده صاحبك وافق؟ الشالية بتاع البحر الاحمر؟
رد فى نشوة: ايوة يا سارة 3 ايام ما نشوفش ولا مخلوق السماء والبحر والهدوووووووء
فتحرك القلق داخلى لا اعرف له سببا وقلت له: هي طبعا حاجة مغرية جدا بس مش يمكن نحتاج حاجة ولا تحصل مشكلة هناك؟
فرد بتبرم: انتي على طول متشائمة كده يا بنتي؟ ح يحصل ايه يعني؟ العفاريت ح ياكلونا؟ الشاليه مجهز بكل حاجة وحناخد كل أكلنا معانا ح يحصل
يعني؟ يالاّ حضري كل لوازمنا علشان نلحق نوصل.. الطريق طويل
[size=25]*******

وأخييييرا وصلنا مع أول خيوط للفجر
[/size]
المكان منعزل عن العالم ولكنه ساحر.. شاليه رائع من طابقين مبنى على الطراز الانجليزى وتحيطه حديقة صغيرة ومطل على البحر الذى لم أر فى صفاء مياهه من قبل ودرجاته الفيروزية والزرقاء التى تجعلك تسبح لله كل لحظة من فرط روعته.. وفي الداخل وجدناه مؤسس بذوق راقى وبسيط يجعلك تشعر بالراحة من اول لحظة.. ونسمات البحر الرائعة تغسل عنا تعب العمل وارهاقه وتوقظ المشاعر التى خنقتها الروتين والرتابة
افرغت الحقائب بسرعة وصلينا الفجر انا وعمر ولم نستطع النوم فتسللنا وتركنا يحيى نائما وجلسنا على الرمال الناعمة نراقب الشروق وأشعة
الشمس الوليدة التى تعانق الامواج على استحياء وكأنها عروس خجلى
نظر لي عمر نظرة لم أرها من شهور من فرط انشغالنا فى العمل والمسئوليات.. وقال لي
بحبك -
[size=25]*******

قـال عمـر
:
ياسلام لو الواحد يعيش كده طول عمره.. يااه أعصابي رايقة جدا وسارة في قمة السعادة وهى تحاول أن تبلل أرجل يحيى فى مياة البحر وهو خائف [/size]
وينظر لهذا الشىء الخرافى الذى يراه لأول مرة وكأنه يقول: البتاع ده ما شفتوش فى البيت عندنا قبل كده.. ثم بعد فترة تعجبه اللعبة ويحرك يديه
وقدميه بكل قوة حتى يغرق أمه وهي تهدده بانتقامه
[size=25]*******

قـالت سـارة
:
مرت علينا أمسية هادئة ونحن ننعم بالهدوء والصفاء ولم يكدرني سوى اني لاحظت ان يحيى يرفض الطعام منذ عدة ساعات.. وبعد فترة وجدته [/size]
يصرخ ويبكى بلا انقطاع.. حاول عمر طمأنتي انه من تغيير الجو.. حاولت تصديق هذا وأعطيته دواء للمغص ولكنه لم يستقر فى معدته لدقائق وتقيئه بشكل أفزعني.. ولم تمضي الا ساعة ووجدت لديه اسهال رهيب والقىء لا ينقطع وحرارته مرتفعة جدا.. صرخت على عمر الذى ارتبك ولم
يدرى ماذا يفعل
مرض يحيى من قبل عدة مرات.. ولكنه أبدا لم يكن بمثل هذه الشدة.. نظرت اليه وهو تقريبا مغشى عليه من فرط السوائل التى فقدها بشكل
مفاجىء.. ارتجفت ولم تحملني قدماي وبكى عمر وهو يرتدي ملابسه بسرعة لنذهب لأقرب طبيب.. ولكن أين الطبيب فى هذا المكان المنعزل وفى
هذا الوقت من السنة والذى لم يبدأ فيه موسم التصييف بعد فجميع القرى السياحية – البعيدة جدا – أيضا خاوية
[size=25]*******

قـال عمـر
:
جرينا على السيارة وسارة تحمل يحيى وهو تقريبا فاقد الوعى وفى شدة الذبول وأنا لا أعرف الى أين أذهب؟ ودموع سارة لا تتوقف وهي تردد ك
[/size]
لمة واحدة بمنتهى الوعيد: انت السبب انا قلت لك بلاش المكان المقطوع ده.. لو حصل حاجة لابنى مش ح اسامحك أبداً
وكأنه ليس ابنى انا الآخر.. فعلا الانثى فى الاصل أم ثم زوجة
مرت نحو ساعة ونصف وأنا أسير بلا هدى ولا أجد بشائر لأي مستشفى او حتى عيادة وانا أصرخ داعيا الله ان يغيثنا.. وكل لحظة يحيى يزداد
ذبولا وشحوبا.. وسارة يكاد قلبها يتوقف من فرط البكاء والدعاء.. حتى أخيرا وجدنا نقطة اسعاف على الطريق العام ويبدو انها مهجورة فجرينا عليها فلم نجد الا حجرة واحدة للكشف يبدو ان لم يدخلها مريض من اعوام ووجدنا ممرض نصف نائم قابلنا ببرود شديد.. صرخنا به سائلين عن
الطبيب فأخبرنا بلا مبالاة أنه ليس موجود
لأول مرة فى حياتي أرى سارة الوديعة تتحول الى نمرة شرسة مستعدة للقتل فى أي لحظة وصوتها يصل الى عنان السماء وهى تصرخ فى
الممرض بشراسة: لو في ظرف 5 دقايق ما جبتش الدكتور حالا اقسم بالله العظيم لأقتلك بايدي وادفنك في الحتة المقطوعة دي
ويبدو ان الرجل ارتعب من غضبها الهائل وفر كالريح يوقظ الطبيب من سكن الاطباء.. وجاء لنجده طبيب صغير السن حديث التعيين.. لا اعرف
كيف يضعون طبيب قليل التجربة فى مكان وحده لا يجد من يعلمه ويكون مسئول بمفرده عن كل شىء
[size=25]*******

قـالت سـارة
:
بدأ الطبيب في الكشف على يحيى وتعابير وجهه غير مطمئنة وبعد قليل أخبرنا أن الحالة محتمل ان تكون تسمم من ابتلاعه شىء فاسد أدت الى ح
[/size]
الة القىء والاسهال الشديدين والاهم الآن هو انقاذه من حالة الجفاف الخطيرة
هبط علينا كلامه كالصاعقة وأحسست برعب لم أشعر به فى حياتي.. توقف عقلي عن العمل وتوقفت الحياة عن دورانها حتى البكاء لا اقدر عليه..
أنظر اليه وهو فاقد الوعي وشاحب شحوب الموتى.. أكيد ابتلع شىء من الشالية او البحر فى غفلة مني.. بماذا تشعر الأم اذا مات ولدها؟.. يارب
لم أستطع الحفاظ على نعمتك فسامحني واحفظها لي برحمتك وسلطانك.. يارب يارب
[size=25]*******

قـال عمـر
:
انطلقت بأقصى سرعة الى الصيدلية للمرة الألف لاحضار المحاليل والادوية التى يطلبها الطبيب كل ساعة.. يحيى يزداد ذبولا ولا يستعيد وعيه من ش[/size]
دة الجفاف منذ 5 ساعات وسارة لا تفارقه وكل المحاليل تخترق أوردته بلا فائدة.. يارب لا أعرف كيف أدعوك فى هذه المحنة قد أكون ارتكبت
العديد من الذنوب ولا أستحق غفرانك.. ولكن ارحم هذا الملاك من أجل أمه التى تفقد الحياة كل دقيقة جواره.. ارحمه من أجلي فهو نبض قلبي وثمرة عمري
ظهرت أنوار نقطة الاسعاف أمامي.. وقبل أن أصل وجدت رجل عجوز مسكين ينام على جانب الطريق.. لا أعرف من أين جاءني هذا الخاطر فأوقفت السيارة وانا فى أمس الحاجة لكل دقيقة.. نزلت وأعطيته كل المال الذى فى جيبي بدون أن أبقى معى شىء وبلا تفكير.. تذكرت: داووا مرضاكم بالصدقة.. لعل الله ينقذ بها ابني الوحيد.. يارب يارب
اقتربت وانا أخشى أن أرى وجوهاً باكية في انتظاري.. ولكني وجدت سارة تهرول فى اتجاهي وصوتها مختلط بين البكاء وعدم التصديق وهي
تهتف
يحيى فاق يا عمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:50 pm

قـالت سـارة
:
تحول كل بيتنا الى فوضى منذ أن أصبح يحيى يمشي ..أصبح لا يوجد مقعد فى مكانه ولا مفرش فوق ترابيزة لا سمح الله.. وطبعا أى ورود أو
تحف صغيرة أصبح من المستحيل بقائها مكانها وأصبح مكانها الوحيد فوق الدولاب كى أنقذها من التحطيم المستمر
لا أعرف لماذا يحب الاطفال استكشاف كل شىء حتى لو رأوه مائة مرة؟
أتعجب عندما أرى يحيى ماشيا فى أمان الله وفجأة يثبت نظره فى اتجاه شىء معين وهنا تصفر صفارات الانذار فى رأسى من أني فى ثواني
سأسمع صوت تحطيم او دمار.. ثم أجده متجها بمشيته التى تشبه مشية البطة الى هدفه كالصاروخ ويكون غالبا كوب أو برواز صورة أو أى شىء.. وهنا أقفز مثل لاعبى السيرك لأنقذ الهدف المسكين من مصيره المحتوم وان نجحت تبدأ مرحلة من الصراخ من يحيى احتجاجا على هذا الظلم
البائن
كنت فى البداية أرق لبكائه وأتراجع عن موقفي كي يكف عن البكاء.. ولكني وجدت انه في غاية الخبث.. علم ان البكاء يخيفنى فاستخدمه كسلاح..
أي شىء يريده بفتح السارينة.. ولكنى انتبهت لهذا السلاح الجديد وأصبحت لا أهتم لصراخه.. حتى عرف بعد فترة انه لا جدوى معى من البكاء..
فأصبح ينصرف عنى وكأنه يتمتم: حسبي الله ونعم الوكيل
أصبح يحيى هو صديقي الوحيد والوجة الوحيد الذى أراه يبتسم فى وجهي منذ أن زارنا الحزن وأقام لدينا منذ شهرين.. من يوم مات والد عمر
ونحن نسكن مع الحزن في كل لحظة.. أخاف على عمر من شدة حزنه على أبيه.. أراه شاردا حزينا.. أستيقظ فلا أجده بجواري وأجده يصلي وحيدا
وهو يبكي لله ويسأله الصبر على الفراق.. أحاول بكل طاقتي ان أخرجه مما هو فيه بلا جدوى.. يارب خفف عنه وعنا
*******
قـال عمـر
:
(لا يعلم جنود ربك الا هو)
الموت من جنود الله التي تدفعنا دفعا الى الخوف من الوقوف بين يديه.. لا أعرف كيف اختطف الموت أبي لأتحول فجأة من رجل الى طفل صغير فقد
يد أبيه فى الزحام فوقف يبكي ولا يشعر بزحام الدنيا من حوله.. فقط ينتظر وجه أبيه ليعيد له الأمان.. رحمك الله ياابي.. كم أتعبتك فى طفولتي..
وكم عاندتك في مراهقتي.. وكم جادلتك فى شبابي..أندم على كل يوم لم أقبل به يديك
وتبقى مشكلة أمي.. أنا ابنها الوحيد الرجل وأخواتي البنات متزوجات وفي بلاد بعيدة مع أزواجهن.. وأمي فى حال يرثى لها منذ وفاة أبي.. وأنا
يوميا أزورها بعد عملي ولكنها تعيش فى أحزانها وتهمل صحتها.. خوفي عليها يزداد.. ولكن ماذا أفعل؟
*******
قـالت سـارة
:
حياتنا انقلبت منذ وفاة والد عمر.. أصبحت لا أراه الا نادرا.. أصبح يخرج من عمله يذهب الى حماتي ليقضي معها بقية الليل وأحيانا يبات هناك
معها.. وأنا أزورها ثلاث أو أربع مرات فى الأسبوع.. أعد طعام الغداء وأصطحب يحيى وأذهب لها وننتظر عمر ليأتي ونقضي بقية اليوم معها
أشفق عليها من أحزانها.. لا أعرف كيف تشعر المرأة لو فقدت شريك حياتها وحبيبها ورجلها الوحيد بعد عشرة أكثر من ثلاثين عاما؟؟
يتحول حزنها الى عصبية شديدة لو غاب عنها عمر يوما.. تظل تبكي وتتهمه بأنه لا يحبها ويفضل بيته وزوجته.. اللي هى أنا..ولو لم أحضر لها
يحيى لتراه صبت فوق رأسي كل صراخ الدنيا.. ازدادت أعصابي توترا وأصبحت تقريبا لا أنام وبيتي فقد الاستقرار ولا أرى زوجى.. ولا أستطيع
ان انطق بكلمة.. بل على طول الوقت أن احتمل أعصاب عمر المنهارة وغضب حماتي طوال الوقت
*******
زارتنى ماما ورأتني وانا ذابلة مجهدة وقصصت عليها ما أنا فيه.. فردت عليّ: معلش ياسارة استحملي.. جوزك معذور ده برضه والده

قلت: انا عارفة ياماما والله ونفسى أخرجه من اللي هو فيه.. ومستحملة عصبيته واكتئابه.. بس حاسة اني عايشة فى دوامة يادوب اصحى الصبح علشان اشتغل وأجهز الأكل وأشيله وآخد يحيى وأروح لحماتي ونقضي بقية اليوم عندها وطول الوقت باستحمل كلام فى منتهى الغلاسة.. وكأنها عاوزة تقول لي: انا جوزي مات وانتي كمان واخدة ابنى؟ بجد ياماما تعبت ومش عارفة اعمل ايه؟
قالت: معلش اهم يومين ويعدوا ياسارة خليكي انتي بنت الاصول اللي تقف جنب جوزها وامه فى الظروف دي.. يعنى لو كنت انتي مكانه مش كان ح يعمل كده؟
رددت وقلت: مش باين ياماما انهم يومين.. احنا بقالنا شهرين على الحال ده وعمر مش عاوز يسيبها لوحدها أبدا وبصراحة عنده حق بس انا
تعبت أعمل ايه؟
فسكتت ماما للحظات وكأنها تفكر في أمر عميق وأجابتني: بصي ياسارة خلينا واقعيين انا رأيي انك تقولي لعمر يجيب والدته تقعد معاكي هنا
انتفضت كالملسوعة: ايه تعيش معايا هنا؟ انتي بتقولي ايه ياماما؟ هو انتي مش عارفة طبعها وازاي بتعاملني؟ حرام عليكي
نظرت لي ماما وقالت: بصي ياسارة خليكي عاقلة.. مش معقول ح تفضلوا على الحال ده ومش ممكن ح تقولي له ارمى أمك.. علشان ربنا يبارك
لك فى يحيى.. وبعدين خليها تيجي منك أحسن لأن ده ان آجلا أو عاجلا ح يحصل وهو اللي ح يطلب منك انها تعيش معاكم لأنه ابنها الوحيد
الرجل.. يعنى هاتيها منك واعرضي عليه انتي واحتسبيها عند ربنا
فسالت دموعي وانا أرى أن كلام أمي منطقى جدا ولا مفر منه: بس ياماما كده ح نبقى طول اليوم فى حرب.. وأكيد ح تحصل مشاكل.. أعمل ايه؟
قالت: والله اتكلي على الله ومادمتى بتعملى كده علشان ترضي ربنا وتريحى جوزك يبقى أكيد عمر ربنا ما ح يسيبك ابدا ان شاء الله
-
-
صليت استخارة ودعوت الله وقلبي يمتلأ بالخوف من حياتي التى ستقلب رأسا على عقب
اقتربت من عمر وهو جالس وحده فى الصالون شارد النظرات.. وهمست له: مش تروق كده ياحبيبي.. ده انت تعرف ربنا وربنا يرحمه ان شاء
الله
رد مهموماً: ونعم بالله ياسارة وهو ح يفضل غالي على طول.. بس كل ما افتكر والدتي انها لوحدها فى الشقة وانها ممكن يحصل لها حاجة من غير م
ا اكون معاها باتجنن.. نفسي أكون معاها على طول علشان بالي يرتاح
همست فى سري: والله عند حق ياماما خليها تيجي مني أحسن.. ورددت عليه: ربنا يخليهالك يارب.. طيب أنا عندي اقتراح علشان تطمن عليها
ايه رأيك تيجي تعيش معانا هنا وانا أحطها جوة عيني؟
فصرخ فرحا ورأيت ابتسامته التي لم أرها من شهور وهو غير مصدق وقال لي: ايه بتقولي ايه؟ انتى بتتكلمي بجد ياسارة؟ انا كان نفسي أعرض
عليكي الموضوع ده بس كنت متردد
بلعت توتري وابتسمت له وقلت: ليه بتقول كده ياعمر هو احنا يعني ح نرمي أهالينا؟ ربنا يخليهالك ويقدرني على خدمتها
فاحتضنني فى قوة وهو يقول لي: بجد مش عارف أقول لك ايه ياسارة انتى فعلا بنت أصول.. انا عارف ان ماما متعبة شوية.. بس صدقيني ان ش
اء الله مش ح تضايقك خاااالص
وتركني وانطلق الى التليفون يزف البشرى لوالدته.. وأنا أردد وانا أكاد أبكي: خالص خالص خااااااااااالص
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:50 pm

قـالت سـارة
:
انا اللى جبت ده كله لنفسي -
اقول هذه الكلمة لنفسي كل يوم وكل دقيقة من السيرك اللي عايشة فيه من ساعة ما حماتي المصونة شرفتنا بالانتقال الى الحياة معنا.. الله يسامحك ياماما.. انتي اللي اقترحتي الاقتراح الرائع ده
حياتي انقلبت بزاوية 180 درجة.. لم أكن اتخيل ان كل هذا سيحدث فى شهر واحد.. البنت بتتجوّز علشان يكون لها بيت مستقل تكون هي ملكته تفعل به ما تريد.. وقت ما تحب.. تطبخ ما تشاء..
تضرب عن الاعمال المنزلية وتؤجلها ليوم آخر وقت ما يحلو لها
افتقدت كل هذا دفعة واحدة.. أحسست اني ضيفة فى بيتي.. وياريت كمان ضيفة دي حتى الضيفة بتُخدَم وتكرّم.. اما انا تحولت الى أسيرة ومراقبة 24 ساعة من حماتي.. طول النهار تراقب تحركاتي..
وتنتقدتني فى كل حاجة
تراقب تطور حلة المحشي من اول مااغسل الأرز الى آخر محطة وكل لحظة تتحفني بعبارات من نوعية: واضح انك لسه بتتعلمي ياسارة.. لا لا لا ده مش محشي ده يخني.. عمر ما بيحبش المحشي
الا من ايدي انا
ولا تفكر حتى ان تساعدني في اي شىء.. وانا لا أرد على أي كلمة وأحاول ان ابتسم حتى تصلبت شفايفي فى وضع ابتسامة مسلوقة لا معنى لها.. بس علشان ما أطقّش وأموت
*******
قـال عمـر
:
ياسلاااااااااااااام.. ربنا يخليكي ليّ ياسارة ياحبيبتي
حلت لي كل مشاكلي مرة واحدة بقيت مطمّن على ماما كل ساعة.. وسارة كمان شايلاها جوة عينيها
انا كنت فاكر اني كل يوم ح الاقي خناقات لرب السما.. لكن الحمد لله الدنيا هادية وجميلة والاتنين زى السمنة على العسل
بصراحة مش أي واحدة تستحمل ماما.. انا عارف انها صعبة وبتحب تتدخل فى كل حاجة بس ح اعمل ايه يعني؟ ربنا يخليها لي يارب.. ويخليلي سارة وتفضل بعقلها الراسي كده على طول
*******
قـالت سـارة
:
انا خلاااااااااص معدش فيّ ريحة العقل !!! قربت اتجنن وأسيب البيت
كل حاجة في الدنيا حماتي مدخّلة نفسها فيها.. حتى تربيتي ليحيى كل حاجة غلط فى غلط.. لو أكّلته جزر يبقى لااااااااا البطاطس أفيد كتير.. ولو اكل شيكولاتة يبقى سنانه ح تقع.. ولو حرمته منها يبقى
انا أم مفترية
بجد مش عارفة اعمل ايه ولا أملك الا الطاعة لكل كلامها ولو جادلتها ندخل فى جدال يستمر لساعات فأسمع كلامها وانا أموت من الغيظ
والمشكلة الأكبر كمان هي فى وجود عمر.. بتستأثر بيه وكأنه زوجها هي.. تقعد تتكلم معاه بالساعات وتطلب مني أعملهم فنجانين قهوة علشان القعدة تحلو.. ولو بعد الشر قعدت اتكلم معاه على
انفراد فى أي موضوع لازم تعرف بنتكلم في ايه والا تزعل وتتقمص والود ودها انها تنام معانا في نفس الاوضة
بجد انا تعبت خلاص ولازم الوضع يتغيّر.. لازم اطلب من عمر انها ترجع شقتها ونرجع نزورها زي الأول
بس ازاى اقدر أطلب منه كده؟
اكيد الدنيا ح تولع ويبقى شكلي اني بأطرد أمه.. لا لا ما ينفعش الحل ده.. انا عارفة الدين والأصول وكمان لو عمر عمل كده فى أمي أكيد ح أقتله
انا عارفة اني مهما عملت لا يمكن تحبني زي بنتها.. دي الطبيعة البشرية انا برضه مش ح احب زوجة يحيى ابني.. يعني بعد ما اتعب وأربي تاخده راجل على الجاهز؟ طيب يبقى انا أشيل فكرة انها
تحبني من دماغي واحاول اتقبل الوضع وأحسنه وخلاص
دخل عمر عليّ وأنا غارقة فى التفكير وضاربة بوز.. وقال: ايه يا سارة بتفكري في ايه ده كله؟
رديت: ولاحاجة ياعمر بس تعبانة شوية
سألني: من ايه يا حبيبتي.. مش ماما بتساعدك فى تربية يحيى؟
ياخرااااااابي.. بتساعدني؟ -
طبعا قلتها فى سري.. ورديت عليه وانا مفروسة: طبعا طبعا ربنا يخليهالنا
فرد عليّ بحنان: والله انا حاسس بيكي ياحبيبتي وعارف ان ماما صعبة شوية.. بس اعمل ايه انا ابنها الراجل الوحيد.. أرميها يعني؟
سالت دموعي رغما عني وقلت له: ياعمر انا لا يمكن اقول كده وانا اللي طلبت منك انها تيجي هنا.. بس بجد انا حاسة اني بقيت ضيفة في البيت مش صاحبته.. بانفذ كل كلامها وبتنتقد كل حاجة
باعملها فى البيت ومحسساني طول الوقت اني مش بافهم فى أي حاجة.. بجد تعبت.. اعمل ايه؟
أخذ وقتا طويلا قبل ان يرد وجاء صوته مليئا بالحيرة: بصي ياسارة.. انا عارف ان عندك حق.. بس حطّي نفسك مكانها.. دي ست فقدت عشرة عمرها كله ولقت نفسها وحيدة وكمان سابت بيتها
فبتعتبرني انا رجلها الوحيد فى الدنيا ومتخيلة انك انتي اللي واخداني منها.. فنفسيا كده بتغير منك ومن حبي ليكي وبتحاول تحسسك انها أحسن منك فى كل حاجة.. معلش لازم نراعي تفكيرها ده..
حاولى تصاحبيها وتخليها تشيل فكرة الغيرة دى من دماغها
رديت بفراغ صبر: والله حاولت مفيش فايدة
رد بعصبية مفاجئة: بصى ياسارة انا مش ح اتكلم في الموضوع ده تاني.. انا لايمكن أغضبها أبدا علشان خاطرك.. ولو اخترت بين بيتى وبين رضاها ح اختارها هيّ.. واعرفي اني لو ما عملتش ده
وأغضبتها علشانك.. ابنك يحيى ح يعمل فيكي كده و حيرميكي علشان مراته.. الديّان لايموت.. ومش ح اتكلم فى الموضوع ده تاني.. تصبحي على خير
......
*******
قـالت سـارة
:
البحر من خلفي وحماتي من أمامي
عمر فجّر القنبلة في وشي وسابني اواجه المشكلة لوحدي.. يعنى كان ح يحصل ايه لو كلم والدته ووصّاها عليّ شوية؟ خلاص الدنيا ح تولع؟
طيب أعمل ايه يارب؟ انا بجد تعبانة ومش عارفة ارتاح ولا دقيقة لا من حماتي ولا من يحيى.. بيطلب كل دقيقة طلب لما خلاص جنّني.. باحس انه فاضي وبيتسلى.. فاضي وبيتسلى؟
فاضي....... ايه ده؟ معقووووووول؟
معقول يا سي يحيى انت اللي ح تحل لي الحدوتة العويصة دي؟ قمت من مكاني وأحضرت له مكعبات أحضرها له والدى وأبعدتها عنه حتى يكبر ويستطيع اللعب بها.. وأول ما رآها هجم عليها
يبعثرها من مكانها وجلست معه أريه كيف يركبها.. وماهي الا دقائق حتى استغرق باللعب بها وان لم يستطع تركيبها ولكنه أخذ يلعب بها ويكتشفها والأهم انه بعد عني ولم يطلب أي طلبات أخرى
طيب ما هي حماتي نفس الحكاية بالظبط.. حياتها فارغة جدا وخاصة بعد موت والد عمر.. وأنا من أقوم بكل الأعمال المنزلية ولا أحاول أن أتعبها في شيء.. فلا يبقى لها الا أنا والتفرغ التام
لانتقادي.. طيب ما انا لو رحت ضيفة عند أي أسرة وكنت لا أفعل أي شىء طوال 24 ساعة الطبيعي جدا اني سأتفرغ لمراقبتهم.. لبسوا ايه؟ عملوا ايه؟
خلاص يبقى الحل الوحيد انى أشغِلها طول اليوم.. خلاص ح أجيب لحماتي مكعبات
انا كمان من ناحيتي لازم أقلل احساسي انها غازية لبيتي واني خلاص مش عارفة ارتاح طول ما هي موجودة.. بصراحة في وجودها مريحاني من يحيى في أوقات كتير وخصوصا وانا باشتغل الصبح
على الكومبيوتر.. وكمان فيه حاجة مهمة.. ان في وجودها عمر مش بيتخانق معايا خالص حتى لو لقى البيت بيتحرق.. ودى حاجة جمييييييلة جداااااا
انا ح أحاول أحسسها اني باحبها علشان هي كمان تحاول تحبني.. مش كفاية انها ادتني عمر حبيبي علشان استحملها؟ ومش بس استحملها.. لا.. أحاول احبها؟
*******
قـال عمـر
:
بصراحة سارة عندها حق في شكوتها من ماما.. بس كان لازم أوقف الموضوع بحزم علشان مايكبرش ويتحول لخناقة.. وانا حاولت قبل ما هي تشتكي ومن غير ما تعرف اني ألفت نظر ماما انها
تخف شوية على سارة.. بس طبعا من بعيد لبعيد علشان ماأزعلهاش.. زي اللي بيوصف لواحد ازاي يروح اسكندرية عن طريق أسوان
والله انا نفسى أرضي الطرفين بس مش عارف ازاي؟ لا.. ورد فعل ماما كان غريب جدا.. نظرت لي نظرة طويييييييلة وسابتني ومشيت
*******
قـالت سـارة
:
بدأت خطوات الخطة الجهنمية اللولبية في شغل فراغ حماتي وكمان تهدئة نفسيتها الثائرة داااائما
أول حاجة اني دعوتها اننا نصلي جماعة انا وهي كل الفروض بعد ما كانت بتصلي وحدها.. في الأول اعترضت كالمعتاد بحجة انها لا تقدر على الوقوف الطويل فأحضرت لها كرسي صغير تصلي
عليه.. وبدأت أوقظها لصلاة الفجر بعد أن كنت أتركها تنام.. وسبحان الله بعد عدة أيام من صلاتنا معا أنا وهى لانت معاملتها لي بعض الشيء.. وجعلنا لنا وردا يوميا من القرآن.. كيف يجمعنا الله
خمس مرات يوميا ويفرقنا الشيطان؟
وتشجعت اني طلبت منها أن نذهب أنا وهي يوميا درس لتعليم التجويد فى المسجد المجاور بعد صلاة العصر.. وكنت أتوقع كلمتين فى العظم ورفض دون أسباب.. ولكن لدهشتي وجدتها وافقت
بسهولة ووجدتها فرصة لتعلم شيء جديد والخروج أيضا.. وسبحان الله وجدتها عندما تقربت لله أكثر وشغلت وقتها أكثر.. أحبتني قليلا وتغيرت معاملتها لي فى أشياء كثيرة.. بل وبعد عدة أسابيع من
انتظامنا فى درس التجويد يوميا.. وجدتها تدعو لي لأول مرة في حياتها
ولأول مرة اكتشفت الجانب الطيب فيها الذي كان مختبيء وراء عصبيتها وانتقادها لكل الناس.. وتحسنت علاقتي بها كثيرا.. لن أقول انها أصبحت مثل علاقة الام بابنتها ولكن على الأقل الجانب
العدائي بيننا قل كثيرا وأصبحت أفتح لها قلبي وأحكي لها عن عملي بعد أن كان كل كلامنا عبارة عن قذاف نارية
بل وتهورت مرة واشتكيت لها من عصبية عمر فى موقف معين وظلمه لي.. حقيقة لم تقف ضد حبيب قلبها بالطبع كما كنت أطمع.. ولكن على الأقل لم تهاجمني زى زمان بأني متجوزة سيد الناس
كلها.. ولكنها طيبت خاطري بكلمتين وهذا يكفيني
*******
قـال عمـر
:
والله لو علمت كل امرأة على الأرض انها عندما ترضى أهل زوجها وبالأخص والديه أن حبها في قلبه سيتضاعف لانتهت كل مشاكل الكون
كل وقوف سارة بجواري وحنانها معي وعشرتها الطيبة وحبها لي كوم.. ورعايتها لأمي واهتمامها بها ومحاولة تغييرها واتقاءها الله فيها كووووم تاني
حب سارة فى قلبي تضاعف واحترامي لها أصبح لايوصف.. لابد أن أكافيء هذا الملاك الصابر.. نزلت اشتريت لها حلقا صغيرا ماسيا على شكل قلبين صغيرين.. وجريييييييييت على حبيبتي
وجدتها فى انتظاري جميلة كالمعتاد وحدها دون ماما ويحيى باشا.. وهتفت: وحشتيني ياحبيبتي.. ماما ويحيى فين؟
*******
قـالت سـارة
:
رديت على عمر وقلت: وانت كمان وحشتنى ياحبيبى.. طنط ياسيدي عرّفتها على الحاجة فوزية اللي في الدور الخامس من كام يوم.. انت عارف هى كمان وحيدة بعد جواز ولادها.. واتصاحبوا على
طول وبقت طنط بتاخد يحيى وبتطلعلها كل يوم تشرب معاها فنجان قهوة ويفتكروا أيام ما كان الرغيف ب 3 مليم
قال لي باسماً: قصدك ان ماما عجوزة.. صح؟ يامااااامااااا
فوضعت يدي على فمه قبل ان يفضحني وهتفت: بس ياعم.. انا ما صدقت انها ترضى عني شوية عاوز توقّع بنا ليه؟
فضحك وهو يقول: لا والله ده انا مش عارف أشكرك ازاي على معاملتك لماما بجد احترامي وحبي ليكي زاد.. انا جبت لك هدية يارب تعجبك
ففتحت العلبة ورأيت الحلق الرائع ولم أصدق انه ماس الا عندما أقسم لي عمر ولم أعرف ماذا أقول.. ولا كيف أشكره
ومن زماااااان سكتت شهرزاد عن الكلام المبااااااح
*******
ماما سارة وبابا عمر Greypixel
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:51 pm

قـالت سـارة
:
الكابتن يحيى اتم سنتين من عمره المديد.. أصبح شقي جدا وملامح شخصيته ظهرت.. ورث العصبية من عمر ومني العِند طبعا
أصبح يقلدنا جميعا في الكلام وينطق الكثير من الكلمات بطريقته الكوميدية.. أجملها على الاطلاق كلمة: ماما.. يرشوني بها كي تذيب أي غضب داخلي من أي كارثة فعلها.. وما أكثر حوادثه وكوارثه التي لا تنقطع
على رأسها معركة الطعام اليومية التي تجعلني اتمنى ان أطعم حي شبرا بأكلمله ولا أطعمه طبقاً واحدا.. يرفض الطعام بأغلب صوره ويتمنى ان يمتلأ العالم شيكولاتة وحلوى ولتذهب كل الأطعمة الى الصين
وعندما أتم العامين بدأنا الكارثة الحقيقية في حياة كل أم وهي مأساة تعليمه استخدام الحمام وحده والاستغناء عن الحفاضات.. لا يمكن وصف العذاب الذي عشته لأسايبع طويلة.. أصبحت عصبية وتعبت من هذا الصراع.. لا أعرف كيف تحولت حياتي كلها الى وجبات طعام وحفاضات وصراخ؟
*******
قـال عمـر
:
بعد ما سافرت أمي الى أختي في السعودية لعمل عمرة وقضاء عدة أشهر معها.. خلا البيت منها بعد ما اعتدت وجودها.. سبحان الله يظل الرجل طفلا يشتاق الى حضن امه مهما طال به العمر
العمل في الشركة تتطور مراحله بشكل لا يوصف وتتوسع المشروعات به.. وترقيت في منصبي تبعا لمجهودي رغم قصر المدة.. وأصبح مطلوب مني تدريب بعض المهندسين الجدد الذين يلتحقون للعمل في الشركة وملازمتهم حتى يتقنوا العمل
عشت معهم لحظات التوتر الاولى والخوف من المجهول واهتزاز الثقة في الموهبة الذي عشته قبلهم في ايامي الاولى هنا.. منهم من يتخطى أشهر الاختبار ويثبت نجاحه ومنهم من تتعثر خطواته ويعود من حيث أتى
حتى جاءتنا في يوم مهندسة شابة اسمها آية
من أول لحظة شعر الجميع أن شخصيتها متفردة.. درست الهندسة في الخارج رغم صغر سنها مما أعطى موهبتها ثقلا لا يستهان به
خطوطها حساسة وأفكارها متجددة.. ورغم هذا تتمتع بحياء المبتدئين ولا تتطاول على أحد.. جعلتني في أحيان كثيرة في حيرة كيف أكون من يدربها وفي رأسها أفكار أنا شخصيا لا أعرفها من قبل ولكنها كانت تنصت لأي ملاحظة مني حتى لو كانت تعرفها من قبل وتتظاهر بالتعلّم مما أثار اعجاب الجميع بها لتواضعها ونبوغها في سنها الصغير
*******
قـالت سـارة
:
الملل يحيط بي من كل جانب.. عملي على الكومبيوتر لا جديد فيه أبدا.. نفس الايميلات ونفس الكلمات ونفس الاشخاص.. حتى أكاد أن أقوم به وانا مغمضة العينين ولم يعد يستغرق من يومي سوي 3 او 4 ساعات وبقية اليوم في نفس الروتين.. أحادث يحيى طوال اليوم حتى لا أحادث نفسي
عمر لاأراه سوى ساعتين في اليوم بعد أن ترقى في منصبه.. وبعد أن يعود لا يكون لديه رغبة في أي كلام أو حديث.. يعود منهكا يلعب مع يحيى قليلا ويستمع لأحاديثي المكررة عن معاركي اليومية مع يحيى في محاولة إطعامه أو إدخاله الحمام.. وطبعا ينام اول ما أبدأ كلامي
*******
قـال عمـر
:
شخصية آية تزداد تألقا كل يوم.. أصبحت محط انتباه الجميع في أسابيع قليلة بموهبتها وشخصيتها الجذابة في الحديث حتى ما تكاد تتحدث حتى تستحوذ على عقل محدثها من ثقافتها وادراكها للعديد من جوانب الحياة
حتى علمت منها انها تحضر ندوات ثقافية ومعارض تشكيلية.. وتأخذ دورات للغات في الجامعة الامريكية.. لا أعلم من أين تأتي بالوقت لتفعل كل هذا؟
وأكثر ما أثار اعجاب الجميع بها هو التزامها بدينها رغم دراستها بالخارج.. مما جعلنا نزداد احتراما واعجابا بها
*******
قـالت سـارة
:
عمر يحكي لي عن المهندسة الجديدة منذ أكثر من ساعة.. لم أره من قبل يتحدث عن أحد وتلمع عيونه بهذا الشكل.. كتمت غيرتي وبادلته الحديث وانا أراه يلصق بها كل الصفات الرائعة من التديّن والثقافة وجاذبية الشخصية وأيضا الجمال
يقول: انتي ما تتصوريش يا سارة البنت دي مميزة قد ايه.. قليل اوي لما الواحد يشوف بنت موهوبة في الهندسة بالشكل ده
فأرد: ليه؟.. هو انتم مش عندكم مهندسات في الشركة؟
فيقول: لأ فيه طبعا.. بس أغلبهم بعيدين عن التصميم مش موهوبين زيها.. بيشتغلوا في التنفيذ بس
داريت غيظي وانا أقول له: أكيد.. مش بتقول انها دارسة هندسة برّه؟.. ده شيء طبيعي انها تكون متميزة
قال لي وعيونه تلمع: هي مميزة في الهندسة بس ياسارة؟ دي مثقفة بشكل كبير جدا.. مفيش حاجة في الدنيا الا وعندها فكرة عنها.. سياسة.. فن.. ادب.. ما شاء الله بجد عليها
فأرد: مممممممممممممم
لم يلاحظ اني أريد غلق الموضوع وأكمل: لا.. وكمان متدينة بتراعي ربنا في كل تصرفاتها.. وواضح كمان ان عيلتها من الـ
قاطعته لأغلق الموضوع قبل أن أنفجر وحاولت تصنع الابتسام وانا أحدثه: اسكت يا عمر.. النهاردة يحيى رمى ريموت التليفزيون من الشباك ودخل المطبخ فتح ازازة الزيت وبهدل أرض المطبخ ولما جيت أجري وراه قام
فيقاطعني: تصبحي على خير ياسارة..عندي شغل بدري
*******
الأيام الماضية عشت أسوأ أيام في عمري.. احساس لا يوصف بعدم الأمان.. عندما أرى زوجي وحبيب عمري وكأنه ليس معي.. تائه في عالم آخر.. أشعر به بغريزة الأنثى التي لا تخطيء.. وما يطمئني قليلا انه متديّن ولن يفعل شيء حرام.. لكن حتى المتدينين أكثر الناس زواجا على زوجاتهم
ولكن يبدو ان سحر هذه الفتاة أكبر من مقاومته.. وظروف وجودها معه لساعات طويلة رغما عنه يجعله يُسحر بطريقة تفكيرها وجاذبيتها
أنا أعلم زوجي جيدا لا ينجذب كثيرا لامرأة جميلة فارغة العقل.. ولكن ما أخشي عليه فعلاً منه هي امرأة شديدة الذكاء والتميز.. هي فعلا القادرة على جعل حصونه تهتز
ولكن أين أنا؟..
ألستُ حبيبته كما يدّعي؟
كيف تشاركني في قلبه او حتى في عقله امرأة أخرى؟.. هل لو رأيت أفضل رجل في العالم سيشارك عمر في قلبي؟
لكن يبدو أن قلب الرجل مثل محطة القطار كل واحدة ممكن تركبه
*******
قـال عمـر
:
انا خلاص قربت اتجنن.. عايش في صراع رهيب.. طول الوقت حاسس اني باعمل حاجة غلط.. مش عارف ايه اللي بيحصل؟
عمري ما اتشديت ولا أعجبت بواحدة بالشكل ده.. بجد تعبت من التفكير بأحاول اني أبعد عنها كل الطرق حتى اني حاولت اني أخلّي واحد تاني يدربها مفيش فايدة اترفض طلبي.. باحاول اني لا أنفرد معها في مكان على الاطلاق ولا أحاول اني اكلمها في اي شيء شخصي وكلامي معها رسمي جدا وفي حدود العمل فقط
..ولكن دون جدوى
أشعر ان تفكيري فيها لا يتوقف.. فهي شخصية شديدة التميز والذكاء تجعلك لا تستطيع الا ان تملك عقلك وتفكيرك.. ولكني أحب سارة فعلا.. ولكن عندما أقارنها بآية أجد فرقا كبيرا في كل شيء
*******
قـالت سـارة
:
حاولت لوم نفسي بأن يحيى شغلني عن عمر وحاولت التجديد في شكلي وفي المنزل.. وكتمت غضبي وغيرتي وتجاهلت حديثه عنها وحاولت إرضاءه
حاولت إستعادة ليالى شهرزاد بلا فائدة
عمر يضيع مني
حاولت التودد اليه وفتح مواضيع جديدة للحديث معه وتحاشيت الحديث عن معارك يحيى اليومية فكان يسمعني بلا اهتمام وكأن عقله في مكان آخر
حتى لو كانت هذه البنت متفوقة عني في كل شيء فلا يجوز حتى المقارنة بين شريك العمر وأي أحد آخر.. فالزوجة تحب الشعر الابيض الذي يغزو شعر زوجها بعد الزواج فهو دليل شاهد على عشرتهم الطويلة وأيامهم التي قضوها سويا.. هل اذا وجدت رجلا اكثر شبابا تترك زوجها لأجله؟
يارب ارفع هذه الفتنة وساعدني وأعد اليّ زوجي وحبيبي
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:52 pm

قـال عمـر
:
الشركة ستنظم حفلة بمناسبة حصولها على مناقصة عالمية.. وكل المهندسين وأسرهم سيحضرون.. فكرت في الاعتذار ولكني لم استطع.. والغريبة ان سارة وافقت على الفور وتحمست جدا للحضور معي.. ياترى شعرت بشيء؟ لا أظن
ولكني لا أريد ان تجتمع سارة وآية في مكان واحد.. ربنا يستر
*******
قـالت سـارة
:
جاءتني فرصة الحفلة لأري غريمتي عن قرب.. أشعر ان الله سيأخذ لي حقي.. ولكني عندما أراها سأحترق من الغيرة.. أخاف ان أقتلها والواد يحيى ما يلاقيش حد يربّيه
اشتريت فستان سهرة قمة في الاناقة وأرسلت يحيى الى ماما من قبل الحفلة بعدة ساعات كي اتجهز وأحاول ان أريح أعصابي ولا أظهر لعمر توتري.. ولأول مرة أخذت ساعات في ارتداء ملابسي لأني في كل مرة لم أكن راضية عن مظهري
آآآه.. عندما يفقدك اعز الناس لك ثقتك في نفسك.. من سيعطيها لك؟
وعندما جاء موعد الحفلة ورآني عمر بالفستان الجديد لم يغازلني كعادته اذا ارتديت شيئا جديدا ولكن رد بسرعة ودون اهتمام: آه حلو أوي.. يالاّ علشان اتأخرنا
وأخيييرا وصلنا الحفلة وكانت مقامة في فندق أنيق والديكورات رائعة والموسيقى تريح الأعصاب والجميع في أبهى صورهم.. لم نتبادل أنا وعمر الا كلمات قليلة طوال الطريق وكل منا غارق في عالمه
وأخذت أدور ببصري بحثا عن عدوتي اللدودة ولم أستغرق وقتا طويلا حتى عرفتها.. شابة جميلة جذابة المظهر وذات أناقة واضحة ولمسة مميزة في مظهرها.. وكالعادة يجتمع حولها الكثير وتستأثر هي بالحديث.. وأكد لي ظنوني لمعة عيون زوجي عندما رآها وكلامه المفاجيء بعد صمت عن جمال الجو
*******
قـال عمـر
:
اعقل كده ياسي عمر وما تخلّيش سارة تاخد بالها.. والله انا حاسس ان سارة حاسة بإعجابي بآية.. بس معقول؟ دي كانت بتعاملني كويس جدا الايام اللي فاتت.. يبقي أحسن حاجة اني اتعامل طبييييعي جدا
يا ما شاء الله دي آية جاية بنفسها تسلم علينا.. انا بأقول أنفد بجلدي وأهرب من هنا على الهند
*******
قـالت سـارة
:
كانت أول كلمات آية لنا هي: اهلا اهلا باشمهندس عمر.. عندك حق تخبّي عننا المدام.. ما شاء الله زي القمر
انا اللي قمر برضه.. منك لله يا شيخة
ورددت تحت أسناني: الله يكرمك انتي اللي قمر يا باشمهندسة
قالت: على فكرة الباشمهندس عمر كلمنا عنك انتي ويحيى كتير
كمان؟!!! ما شاء الله بتكلموا في حاجات غير الشغل؟
ورددت بكيد أنثوي: أصل هو ما يقدرش يبعد عننا أبدا
*******
قـال عمـر
:
اوباااااا.. دخلنا في كيد الحريم لما أغيّر الموضوع أحسن ما نبات في القصر العيني
*******
قـالت سـارة
:
غيّر عمر الموضوع وأخذ يتكلم في الرياضة والسياسة والست هانم ما شاء الله لا تكف عن الكلام لحظة في أي موضوع.. ثقافتها وجاذبيتها لا توصف.. حتى لو سألتها عن سياسة موزمبيق الداخلية أكيد ح ترد
خذت أدعو الله كيف انتصر على هذه الفاتنة التي سحرت عقل زوجي وانا الى جواره؟ وأخذت أتكلم معها حديثا عاديا حتى سألتها سؤال غير مجري الاحداث تماما: عمر بيقول لي انك متميزة جدا في شغلك ياآية.. ماشاء الله.. ياتري فكرتي تستمري في الشغل بعد الجواز والاولاد؟
وكأني ضغطت على جرح قديم فقطبت جبينها وقالت: والله الظاهر اني ح أفضل أشتغل على طول ومش ح أفكر في الارتباط تاني
وكأني وجدت كنزا فلم أدع الخيط يفلت من يدي وقلت لها: تاني؟ انتي ارتبطي قبل كده؟ معقولة؟
فردت بمرارة قديمة تفاجأ لها سي عمر: الحقيقة اتخطبت مرتين قبل كده وما حصلش نصيب بس الظاهر المشكلة فيّ أنا.. انا مش أحب أبدا سيطرة الرجل الشرقي على زوجته.. يمكن علشان عشت برّة فترة.. لكن أول ما كانت تبدأ قائمة الاوامر والنواهي لسي السيد كنت أنهي العلاقة فورا.. فلا أتخيل أبدا ألاّ أكون أنا صاحبة الرأي الأول والأخير في حياتي.. علشان كده مش عاوزة أخوض تجربة الارتباط تاني
الله الله الله قولي كمان ياست
لم أستطع أن أخفي سعادتي بخيبة أمل عمر لمعرفته جانب من شخصيتها تفاجأ له كثيرا.. ولكني تظاهرت بالحزن لأجلها وانا أقول بخبث: بس الست بتلاقي سعادة كبيرة لما بتطيع زوجها وتحس انها بتتنازل علشان ترضيه وينجح في حياته
فردت بملل كأنها تحادث انسانة من القرن الماضي: لا أرجوكي بلاش الكلام الغريب ده اللي باسمعه من كل البنات هنا في مصر.. أنا شخصيتي كده ومش ح أتغير
................. -
طبعا انهيت الكلام معها بعد وعد أكيد أننا نكون أصدقاء للأبد.. وأخبرت عمر اني أريد أن أغادر الحفلة كي لا أتأخر عن يحيى.. وكان في حالة غريبة من عدم التوازن ومراجعة نفسه والخجل معا
في السيارة تحدث بلهجة المذنب الذي ينتظر الامساك به وقال لي وكأنه يداري خيبة أمله: على فكرة انتي كنتي جميلة اوي النهاردة ياسارة.. ربنا يخليكي ليّ
فرددت بغضب لم يره مني من قبل: ياااه لسه فاكر؟ طيب أنا عاوزاك في كلمتين لما نروح يا عمر
*******
بدأ عمر بالكلام كي يدفعني أن اتكلم حتى ينتهي ترقّبه لما سأقول وقال ببراءة: ايه يا سارة مالك؟ انتي من ساعة ما سبنا الحفلة وانتي مش طبيعية.. فيه حاجة مضايقاكي؟
فانفجر البركان داخلي وصرخت فيه لبروده: وكمان بتسأل؟ لا ده انت بجد عاوز تموّتني
علا صوته هو الآخر لتخويفي: فيه ايه ياسارة؟ انتي بتزعقي كده ليه؟ انا ما اسمحش انك تكلميني كده
فلم أهتم بالتهديد وواصلت بقوة لم أعرفها في نفسي: شوف يا عمر ماتهددنيش.. انا على طول باحترمك وأطيعك وأسمع كلامك.. لكن المرة دي انا اللي ح اتكلم وانت ح تسمعني.. وانسى انك بتكلم مراتك الطيبة الهادية واسمعني لحد ما اخلّص كلامي خالص
ولأول مرة المح نظرة تشبه الخوف في عيونه من حالتي الجنونية.. وقال لي: اهدي بس وبطّلي زعيق.. فيه ايه؟
حاولت تمالك أعصابي وقلت له: شوف يا عمر احنا اتجوزنا بعض يمكن من غير قصة حب لكن ربنا أكرمنا وحبينا بعض.. والحب ده كبر مع عشرتنا وربنا رزقنا كمان بيحيى ورزقك شغل جديد.. والأهم من كده ان ربنا رزقنا طاعته وجمعنا في حبه.. صح؟
فأجاب: ايه يا سارة المقدمات دي كلها عاوزة تقولي ايه.. انا عاوز انام
فرددت بغيظ: تنام؟.. يا عمر انا بقالى أكتر من شهرين تقريبا مش بانام.. من أول ما اعجابك بالست آية بدأ
فتحول وجهه لألوان الطيف عند القائي القنبلة: آية؟ آية مين؟ ايه ياسارة التهريج ده.. انا أعجب بآية؟
رديت بزهق من إنكاره: بص ياعمر الست عندها ردار رهيب بتقدر تعرف احساس جوزها رايح فين.. ويبقي غبي اللي يتجاهل الردار ده ولا يفتكر انها مش واخدة بالها.. شوف انا من أول مرة حكيت لي عنها وانا حاسة ان فيه حاجة مش طبيعية.. لكن قلت مش معقول عمر يعمل كده.. لكن كل ما كانت تيجي سيرتها حالك كله يتقلب.. وكنت بتقارنها بيّ في كل حاجة.. حاولت أصبر لكن انت كنت كل يوم بتبعد عني وبقيت في دنيا تانية خالص
اهتزت كلماته وحاول الانكار ولكنه لم يستطع: ياسارة انا
فقاطعته: بص يا عمر أرجوك ماتكدبش.. اعمل أي حاجة غير انك تكدب.. اوعى تقع من نظري بكدبك
وكأنه طفل ضاق عليه الخناق ويريد الاعتراف بذنبه: لا مش ح أكدب ياسارة.. أنا فعلا أعجبت بيها لأنها فعلا شخصية مميزة.. لكن انا مش خاين ياسارة.. انتي معتبرة دي خيانة؟
فصرخت: لا والله؟ أمال دي ايه؟! والله لو كان اعجاب عادي ما كانش فرق معايا.. احنا طول اليوم بنعجب بشخصيات ناس وبتفكيرهم وبثقافتهم.. لكن أول ما بندخل باب البيت بنسيبهم برة لأن العلاقة الزوجية حاجة مقدسة ما ينفعش ندخّل فيها شركاء
فرد بضعف لم أعهده فيه: يا سارة انتي محسساني انك قفشتينا في كازينو على النيل.. أقسم لك بالله اني عمري ما اتكلمت معاها أي كلام خاص.. حتى كلامي عنك وعن يحيى كان قدام كل المهندسين مش خاص ليها.. والله العظيم أنا بخاف ربنا في كل حاجة بس بجد غصب عني.. تواجدي معاها أوقات طويلة في الشغل خلاني اعجب بشخصيتها وتميزها.. حاولت أبعد عن تدريبها رفضوا.. أعمل ايه انا مش حجر يا سارة
تحرك عطفي عليه وأخفضت من صوتي قليلا وسألته: طيب ليه من أول ما حسيت بالاحساس ده ما قلتليش؟
ابتسم وقال: ايوة علشان كنت الاقي نفسي متقطع في أكياس سودة
فرددت بكرامتي المجروحة: طيب انا قصرت في حاجة من حقوقك علشان تعجب بواحدة تانية يا عمر وكمان تقارنها بيّ؟
فرد بعناد: انتي خلاص بقي يحيى رقم واحد في حياتك وانا رقم اتنين
فهمست في سري: يادي الخيبة على عقل الرجالة
ورديت: بص بلاش الحجة الخايبة دي اللي كل واحد بيبررها لنفسه علشان يعمل حاجة في دماغه.. لو كنت مهتمة بيحيى فدي حاجة تسعدك لأنه مش ابن جوزي الاولاني وانت بتربيه.. ده ابنك.. ولازم اول فترة في حياتي يعتمد على في كل حاجة.. لكن أتحداك انك تقول اني أهملتك
رد: لا ما أهملتنيش لكن فين سارة بتاعة زمان المتوهجة اللي كلها ذكاء وثقافة وجاذبية؟
فأكلمت كلامه: وتسلّط .. ليه نسيت تقول ده؟ مش انت بتقارنّي بآية؟ قارن بقي الحلو والوحش.. قارن لو كانت آية هي اللي مكاني كانت وقفت جنبك لحد ما تنجح في شغلك؟ ولا كانت سابت شغلها علشان خاطرك؟ ولا ضايفت والدتك وشالتها في عينيها.. بيتهيألي لو كانت عاشت هنا شهر واحد مش بس كانت سابتك.. لا.. كانت بلغت عنك الانتربول
............ -
أكملت: شوف يا عمر انا مش احسن واحدة في الدنيا وفيّ عيوب كتير زي اي حد.. لكن ما ينفعش أساسا اننا نفتح باب المقارنة بشريك الحياة بأي حد تاني حتى لو كان احسن منه في كل حاجة.. ربنا سمى الشركة دي الميثاق الغليظ يعني زي العقدة المتينة اللي ما ينفعش ان حد تالت يدخل فيها.. لأننا لو فتحنا باب المقارنة يبقى بنفتح كل ابواب الشيطان لتدمير البيت.. الا لو كنت ناوي تتجوز تاني دي تبقى حدوتة تانية
رد بفزع: أتجوز؟! ايه ده يا سارة انتي خلاص خلتيني خاين وبادوّر على زوجة تانية؟ انا فعلا بحبك
فرديت من بين دموعي: اللي بيحب حد يشوفه احسن واحد في الدنيا.. حتى لوالسنين غيرته.. لو مرض.. لو شعره شاب.. لو شكله اتغير.. لأنه أصلا بيعتبر وجوده في الدنيا مرتبط بحياته.. ما ينفعش يقارن بينه وبين اي حد لأنه أصلا مش شايف غيره.. زي انا مش شايفة اي راجل في الدنيا غيرك
تحرك حنانه وحبه ولم يقوي على دموعي وانهياري: انا آسف ياسارة انا بجد جرحتك غصب عني.. آسف عمري ما ح اعمل كده تاني أبدا ولو حتى بالتفكير.. والله الشيطان هو اللي ضخم لي عيوبك وحسنها هي في نظري.. انا فعلا بعدت عن ربنا شوية من انشغالى في الشغل الفترة اللي فاتت.. لكن اوعي تشكّي لحظة اني مش بحبك.. اعتبريها غلطة صغيرة من ابنك التاني ولو اتكررت ابقي اعملي اللي انتي عاوزاه.. انا عمري ما كدبت عليكي ابدا.. أرجوكي صدقيني المرة دي ومش ح تندمي
رق قلبي لكلامه وكدت اسامحه على الفور ولكني أحببت ان أشعره بكبر خطأه حتى لا يكررها.. فقلت: ح احاول اصدقك لكن بجد انا محتاجة فترة أكون فيها لوحدي علشان استعيد ثقتي فيك وفي حياتنا.. ح اروح لماما كام يوم لحد ما أعصابي تهدأ
رد بحزم: لا انا مش موافق
فرديت بعناد: عمر انا محتاجة الفترة دي اننا نبعد عن بعض كام يوم.. وح اقول لماما انك مسافر في شغل.. انا بجد مش قادرة أقعد في البيت هنا.. ما تضغطش على أعصابي أرجوك
رد بحزن: زي ما تحبي يا سارة.. لكن أرجوكي خليكي متأكدة من حاجة واحدة.. ان قلبي عمره ما دخله واحدة غيرك
............ -
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:53 pm

قـال عمـر
:
أصبحت وحدي في المنزل بعد رحيل سارة ويحيى الى بيت والدها.. البيت كئيب موحش بدونهم
سبحان الله.. لا نعرف قيمة الشيء الا عندما نفقده.. مثل ملابس الانسان او ساعته لا يشعر بها الا عندما يرتديها او يخلعها لكن طوال ماهي موجودة معه لا يشعر بها
شعرت بكبر الفقد عندما رحلوا
سارة الحبيبة التي تملأ الدنيا بهجة وتفاؤل
التي تمتص كل همومي مهما كانت مرهقة
أصبحت أدخل المنزل وكأني داخل مقبرة.. لا حياة ولا حركة.. ولعب يحيى في كل مكان تذكّرني بمشيته المضحكة واختباءه وراء الكراسي ظنا مني اني لا أراه.. وكلماته القليلة التي تساوي كنوز الدنيا
كيف أضعت كل هذا من أجل انسانة بالكاد أعرفها ولم أر منها الا مظهرها البراق الذي يخفي شخصية متسلطة.. وحتى لو كانت شخصيتها رائعة كيف اسمح للشيطان ان يجعلني اخسر استقراري من أجلها؟
أليس الله هو من اختار لي سارة وأختارني لها؟
كيف أظن ان اختياري أنا أفضل؟.. وأبدأ المقارنة السخيفة والظالمة؟
يارب سارة تنسى كل الى حصل وترجع لي تاني
*******
قـالت سـارة
:
بيتي وحشني أوي.. مش عارفة أنام في أوضتي القديمة اللي عشت فيها أكتر من 20 سنة.. سبحان الله
طبعا ماما فرحانة جدا بوجودي ونفسها ان سفر عمر الوهمي يستمر شهور.. لكن بابا بغريزته وذكاؤه لم يصدق فكرة سفر عمر ولاحظ من نظراتي الذابلة وردودي المقتضبة على عمر في التليفون ان هناك مشكلة ولكنه لم يسأل واكتفى بالدعاء لنا
وأخوتي سعداء بالطبع بوجودي انا ويحيى ويلعبون معه ويشترون له مليون شيكولاتة في اليوم.. ولكن يبدأ الصراخ والشكوى عندما يمزق يحيى أوراقهم أو كتبهم أو يعبث بأدوية ماما أو يلقي نظارة بابا من الشباك
عندها أشعر بالحرج وأضربه تنفيسا عن ضيقي وحرجي وأشعر فعلا أني غريبة.. وأني أفسدت نظام حياتهم واحدثت فوضي في البيت.. وعندما يصحى يحيى بالليل ويطلب طلباته العجيبة ويكون أخوتي نائمين علشان مدارسهم أكون نِفسي أقتله علشان ما يصحّيش حد من صراخه وآخذه وأتسحب في الظلام وأجلس به في الصالة حتى يتعطف عليّ وينام
*******
قـال عمـر
:
انا مش عارف الحقيقة سارة كانت بتعمل كل شغل البيت والطبيخ كل يوم ازاي؟ الشقة في ظرف كام يوم تحولت الى ما يشبه الاسطبل.. ولكي أصل الى ملابسي قبل الشغل بأبقي عامل زي البهلوان بعد ما كنت أصحي أجدهم مكويين ومرتبين وألبسهم زي الباشا
الآن أبحث عن شراباتي فلا اجد الا كل فردة لون.. وحاولت أغسل الملابس التي تحولت الى جبل وطمأنت نفسي أن الغسالة الاوتوماتيك هي اللي بتغسل ومفيش مشاكل فوضعت كل الملابس مع بعض واخترت برنامج قوي جدا وانتظرت النتيجة المبهرة
وطبعا كانت كارثة مدوية..
لم أعرف أن الملابس تُفصل قبل الغسيل كي لا تبهت الالوان على بعضها وكانت النتيجة أني خسرت عدة قمصان غالية تحولوا الى اللون الكحلي من بنطلون لعين دسسته في وسطهم
دي سارة لما تيجي ح أحطها فوق دماغي.. منك لله ياآية
*******
قـالت سـارة
:
عمر يحاول أن يكلمني عشرين مرة في اليوم.. ولا أرد عليه وأكتفي أحيانا بإعطاء الموبيل ليحيى كي يسمع صوت والده.. ووقتها يبدأ في الضحك والحديث المتقطع والذي لم أفهم منه الا يحيى وهو يسأل: بابا فين؟.. حتى الطفل يفتقده بشدة
أحاول أحيانا أن أرد عليه وأوهم نفسي أني أرد فقط شفقة عليه من الاتصالات المتكررة ولكن الحقيقة اني أشتاق لسماع صوته الذي لم أحب صوتا غيره
ورغم هذا أرد عليه بكلمات معدودة وهو يسألني أن أعود لبيتي.. وأنا أصر على موقفي ومن داخلي أتمنّى أن أعود اليه وأنسى كل ما حدث ولكني أريده ان يشعر انه جرحني بشدة ولا يكررها أبدا
*******
قـال عمـر
:
لم أستطع النوم فقمت أصلي ركعتين قيام الليل وجلست أقرأ بعض القرآن وفتحت درج البوفيه الذي كنا خصصناه أنا وسارة لختم المصحف بصورة دورية وشعرت بالخجل الشديد وأنا أري اني في خلال شهرين لم أقرأ الا أجزاء بسيطة مقابل ما قرأته سارة
بل وعجبت اني وجدتها كتبت على بعض الأجزاء أن أمي هي التي ختمتها.. حتى ماما ياسارة؟
شعرت اني بعدت عن الله في الفترة الماضية ولهذا كان من السهل أن يسيطر الشيطان على تفكيري.. رغم أني كنت أرى من هي تفوق آية جمالا وذكاء في شركتي القديمة ولكن أبدا لم أنظر لواحدة لأني كنت أخشى الله
دعوت الله كثيرا أن يصلح من حالى ويرد لي زوجتي وابني واستقرار بيتي.. وجلست في جلستي هذه وقت طويل وانا لا أعرف ماذا أفعل سارة لا تقبل اعتذاري ولا ترد على مكالماتي وعندما أقول لها اني سأذهب لأحضرها بالقوة ترفض بشدة وتقول لي أنها ستخبر الجميع بمشكلتنا لو فعلت هذا
ماذا أفعل يارب؟
هداني الله الى حل ما.. لا أعرف كيف تاه عن بالي واستحالة أن ترفضه سارة بأي حال من الاحوال ولكنه سيكلفنا الكثير وسيستغرق عدة أيام في تنفيذه.. ولكن لا يهم سأجند كل أصدقائي أن يتموه في أقصر وقت ممكن والله المستعان
*******
قـالت سـارة
:
مرّ على تركي لبيتي حوالى اسبوعين.. فعلا اشتقت للعودة بجنون وما يزيدني حيرة أن عمر لم يتصل من عدة أيام.. ايه ده خلاص مش عاوزني؟ طيب أعمل ايه دلوقتي؟ كان لازم أزعل أوي كده؟
طلبته على الموبيل بعدما زاد قلقي أن يكون حدث له مكروه.. فلم يرد
جلست أكاد أموت من القلق ولا أعرف ماذا أفعل وفكرت أن أخبر والدي بكل شيء ليذهب اليه ولكني لم أستطع.. وقضيت يوما طويلا هاجمتني فيه كل الهواجس الرهيبة.. وجاء الليل وانا أكاد أنهار حتى جاءني صوت يحيى صارخا: بابا جه بابا جه
لم أصدق أذني وجريت لأراه يلعب أم أن عمر جاء بالفعل؟! ووجدته ينظر اليّ بشوق وكدت أجري عليه وألقي نفسي بين ذراعيه أمام الجميع ولكني خجلت وجلست أراقبه صامتة وأنا أراه يخبر والدي أنه عاد من السفر مباشرة علينا.. ياكدااااب.. ويخبر ماما انه جائع جدا من طول السفر.. ويقبل يحيى بجنون وأراه يوزع هدايا على الجميع وينظر اليّ باسما وكأنه يقول أتحداكي أن تكذبيني بعد الفيلم ده كله
كل هذا وأنا صامتة لا أتكلم.. وقمت لأحضر الطعام مع أمي وتركته جالسا مع أبي وقلبي يكاد يطير من الفرحة لرؤيته وقرب عودتي لبيتي
ولم يتعمد أن ينفرد بي أو يعطيني هدية مثل الجميع.. وأخييييرا همس لي بكلمة واحدة: وحشتييييييييني.. وأخرج من جيبه شيئا ظننته هدية ولكني وجدته جواز سفر بإسمي
فتحته من دهشتي وعقدت لساني المفاجأة وصرخت من الفرحة والدهشة العارمة: معقووووووول؟
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
dr_aly_mohammed
Admin
dr_aly_mohammed


ذكر
عدد الرسائل : 1809
العمل/الترفيه : medicine
تاريخ التسجيل : 17/09/2007

ماما سارة وبابا عمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماما سارة وبابا عمر   ماما سارة وبابا عمر Icon_minitimeالأحد أكتوبر 07, 2007 4:54 pm

[color=#ff0000]
الحلقة الثانية عشرة والأخيرة
قـالت سـارة
:
جلستُ على مقعدي في الطائرة وأنا أتلو آيات قرآنية وأشعر برهبة كبيرة ولا اتوقف عن النظر الى ساعتي والى خريطة سير الطائرة واكاد استحلف الدقائق أن تمر كي أصل الى ما حلمت به منذ كنت طفلة
لا أكاد أصدق نفسي اني بملابس الاحرام وبعد ساعات سألمس الكعبة بيدي
أنظر الى عمر بحب الكون كله الذي أهداني هذه الهدية التي تفوق كنوز الارض
......
لا أستطيع أن أصف فرحتي منذ رأيت تأشيرة العمرة على جواز سفري ومن وقتها وأنا أكاد أستوقف الناس في الشارع لأخبرهم أن الله دعاني ضيفة على بيته الكريم.. كم من أغنياء رفض الله أن يدخلوا بيته الكريم وألهاهم في متع الدنيا كي يحرموا من هذا الشرف الرفيع
وكم من فقراء لا يملكون قوت يومهم دعاهم الله الى رحابه الطاهرة.. فنحن لا نذهب الى الحج او العمرة بارادتنا بل الله هو من يدعونا اليه
*******
قـال عمـر
:
أشعر بنبضات قلبي تعلو على محركات الطائرة وهي تهبط في مطار جدة
أتحسس ملابس الاحرام كي أصدق فعلا اني لا أحلم
سارة تكاد تطير من الفرحة وكل دقيقة تشكرني على هذه الهدية.. والعجيب انها لم تفتح أي حوار او عتاب في مشكلتنا بل وكأنها نسيت كل أحداث العالم وتذكرت فقط انها ذاهبة الى بيت الله
*******
قـالت سـارة
:
هبطنا الى مطار جدة وحدثت ماما ويحيى في التليفون وبكيت عندما سمعت صوته ولكني لم أستطع ان أصحبه معي من مشقة الرحلة.. أول مرة أفارقه من يوم مولده ولكني أفارق ابني لأذهب الى حبيبي و ملاذي وملجئي
*******
قـال عمـر
:
ركبنا الاوتوبيس الموصل الى مكة وركبت سارة بجواري وأخذت أنظر الى جميع الركاب وأتأمل وجوههم المشتاقة الى زيارة بيت الله وأتأمل الشيوخ منهم وأتساءل كيف سيقدر هذا الشيخ الواهن على أداء المناسك؟ وكيف يجتمع كل هذا الحب في قلوب كل المسلمين الى شيء لم يروه أبدا ويقضون حياتهم كلها في شوق الى رؤية بيت الله الاعظم؟
قد تجد من يجادل في أشياء في الدين.. ولكن لا يمكن أن تجد مسلما قلبه لا يتوق الى زيارة مكة والمدينة
ودخلنا أسوار مكة وأخذت أتأمل شوارعها الواسعة وأسواقها الكثيرة وخيرها الذي لا ينقطع وأتخيل ان مساكن الصحابة كانت في محل الفنادق الفارهة.. وكيف كانوا يتحملون هذه الحرارة العالية التي نشكو منها الآن في وجود المكيفات؟
كيف تحملوا العذاب فوق رمال الصحراء كي يتخلوا عن دينهم؟ ونحن لا نصبر على القيام لصلاة الفجر؟
*******
قـالت سـارة
:
وصلنا الفندق ووضعنا حقائبنا وتوضأنا انا وعمر ورفضت تناول اي طعام او حتى ان أستريح وهرولنا لندخل الحرم.. ومشينا في الاسواق وانا لا أكاد أرى البائعين الاسيوين والافارقة ولا أرى بضائعهم الكثيرة ولا تحيد عيني عن اتجاه الحرم حتى أخيرا وصلنا الى ابوابه وتعالت دقات قلبي وأنا اخلع حذائي وتمس قدمي رخامه البارد دوما وأشعر ببرودته في كل جسدي وقلبي
أحاطني سلام داخلي لم أعرفه من قبل وأنا أرى أبواب الحرم الكثيرة وحوائطه الجليلة وكأني سائرة داخل حلم لا أريده ان ينتهي
حتى أخيرا وصلنا الى صحن الكعبة ورأيتها لاول مرة في عمري
لم أصدق عيني وأحسست اني أحلم وانتفضت وكأن زلزال هزني بقوة ونفض عن قلبي سباته وغفلته الطويلة ليخبره انه قد ولد الآن فقط.. ولم أتمالك نفسي من الخشوع والرهبة فسجدت وبكيت بكاء لم أعرفه طوال حياتي
هل أستحق أن أكون هنا يارب العالمين؟
لقد أخطأتُ كثيرا وأذنبت كثيرا ويملؤني الخجل من أن أقف ببيتك الكريم وانا لا أستحق هذا الشرف
أري بيتك بعيني وقد أخطأت عيني كثيرا
أطوف حول الكعبة بقدمي وطالما عصت قدمي؟
ما هذه الرحمة؟ انها لا تكون الا من رب رحيم عظيم
أطوف حول الكعبة ولا أشعر بالزحام ولا أشعر بافتقادي لابني ولا أشعر بزوجي بجواري.. عرفت الآن لماذا النظر الى الكعبة عبادة.. رؤيتي لها تغسل قلبي وروحي من دنس الذنوب وتفاهة الدنيا وصراعاتها الشرسة.. انه ليس فقط احساس ولكنه تغيير داخلي يحيطني ويشعرني اني اولد من جديد
*******
قـال عمـر
:
أمسك بيد سارة كي لا تتوه مني في الزحام وأراها وهي لا تتوقف عن البكاء من خشية الله وأشكر الله على هذه الزوجة الصالحة التي لولا فضل الله ثم وجودها بجواري وصبرها على لم اكن احقق اي نجاح
لا أعرف لماذا أشعر بنوع جديد من الحب تجاهها وُلد هنا.. هل هو الحب في الله جمعني بها غير حبي لها كزوجة وام ابني؟ اللهم اجمع قلبينا على حبك فهذا الحب لا يمكن أن يموت
وصلت للشوط الأخير من الطواف وانا أتصبب عرقا ودموعا.. دعوت دعوات كثيرة وبكيت بين يدي الله أكثر وتذللت بين يديه أن يبدأ حسابي من يوم دخلت بيته.. شكرت الله على نعمه التي أغرقني بها ولم أشعر بها الا عندما سمعت دعوات المجاورين لي والتي يشكو كل منهم حاله وابتلاؤه الى الله
*******
قـالت سـارة
:
صلينا ركعتين في مقام ابراهيم ثم طاب لنا أن نصلي أكثر وأكثر ولم نشعر بالوقت وقلوبنا ساجدة في رحاب الله الطاهرة وحمام الحرم يطوف حولنا وكأنه سعيد بضيوف الرحمن
ذهبنا الى المسعى بين الصفا والمروة وبدأنا السعي ونحن نذكر الله ونبتهل في دعاؤه ولم أعرف في البداية المسافة التي يجب ان نهرول فيها حتى وجدناها محددة بضوئين أخضرين وهرولتُ مع عمر تيمنا بالسيدة هاجر حتى لفتت نظري سيدة فاضلة ان الهرولة للرجال فقط في هذه المسافة
*******
قـال عمـر
:
وصلنا الى الشوط الخامس وانا لا اقوى على السير فالمسافة طويلة جدا وتعجبت كيف لامرأة ضعيفة مثل السيدة هاجر ان تهرول كل هذه المسافة 7 مرات بحثا عن ماء لوليدها؟ ونحن الرجال لا نقوى على السير مع وجود الارض الرخامية والسقف الواقي من لفحة الشمس؟
سارة انهكت ونبح صوتها من فرط الدعاء والبكاء بين يدي الله.. وأخيرا انتهينا من السعي وأجلست سارة تستريح وتدعو على جبل الصفا وذهبت أحضر لها ماء زمزم وأصريت أن أسقيها بنفسي وشربت معها حتى ارتوينا
أخذنا ندعو سويا أن يحفظ الله ابننا يحيى ويجعله من حفظة القرآن وندعو أن لا يكون هذا آخر عهدنا بالبيت وأن يأتي بنا الله في هذه الزيارة الكريمة مرات ومرات
*******
[color:bb45=navy:bb45]قـالت سـارة
:
نظرتُ الى عمر وكأني أراه لأول مرة في عمري كله ويملؤني احساس ان قلبي مليء من ناحيته بحب من نوع جديد
حب في الله..
حب أقوى وأعمق مئات المرات من حبي له كرجل أو كزوج.. فهذا ممكن أن يضيع أمام أي مشكلة.. أما أن أشعر أني أرضيه لأني أرضي الله فيه وأحبه لأني أحب الله فيه
هذا لا يمكن أن يضيع..
ولا يمكن أن ينتهي..
دعوت الله أن يحفظه لي ويجمع قلبينا سويا حتى نهاية العمر في زمرة المتحابين في جلاله
اللهم احفظ علينا نعمتك التي لا تمنحها الا للقليل من عبادك.. وعلمنا شكرها وحق رعايتها
اللهم أدم علينا الحب
فيك..
ومنك..
وبك يارب العالمين..
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alyalazrak.ahlamontada.com
 
ماما سارة وبابا عمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الازرق الاسلامى :: همس القوافى :: منتدى القصص-
انتقل الى: