وساوس تطاردنى

بسم الله الرحمن الرحيم


انا والله احب الايمان ولاكن ثمة وسواس شيطاني يطاردني ويشككني بوجود الله ويسب ويشتم الدين والله وانا انهار حين يحدث معي هذا الشئ واشعر بالخوف الشديد من الله ان يكون غاضب مني وان يحرمني القرب منه وجنته فوالله انا احب الله والدين واشعر بانه الحق ولاكن لا ادري ما يحدث داخلي صراع لا احمله وارغب بان ارتاح هل انا مذنبة وخاطئة ومرتدة ام كل هذا وسواس اسال الله العظيم ان تردوا علي جزاكم الله خيرا


الرد
اهلا ومرحبا بكى اختى فى الله بيننا وحياكى الله وبياكى وجعل جنات الخلد هى مثوانا ومثواكى

ونشكرك على ثقتك بنا وعلى ارسال رسالتك لنا ونرجوا ان نكون اهلا لذالك


بدايه نقول ان هذه الوساوس التى اشرت اليها انها من امرين :ــ

فالأمر الأول هو من الشيطان، والثاني هو من النفس الأمارة بالسوء، وكلاهما قد أثبته الله تعالى في كتابه العزيز، فأما

الشيطان ووسوسته معلومة حتى أمر الله تعالى بالاستعاذة منه ومن وسوسته؛ كما قال جل وعلا: {قل أعوذ برب الناس *

ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}. وقال تعالى

في شأن النفس: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}.

إذا ثبت هذا فإن كل بني آدم قد أوكل بهم شيطان يوسوس إليهم، فلا من مولود يولد إلا يناله شيطان يوسوس له ويحثه على

الشر وينهاه على الخير، وهذا هو الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما أخرجه مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه

وسلم: (ما منكم من أحدٍ إلا وقد وُكِلَ به قرينه من الجن. قالوا: وإياك يا رسول الله – أي وأنت أيضًا يا رسول الله - قال:

وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير). فثبت بهذا أنه ما من أحد من بني آدم إلا وقد أوكل الله تعالى به

شيطانًا يأمره بالشر ويحثه عليه، وبالمقابل أوكل الله تعالى به ملَكًا يحثه على الخير ويأمره به، وكلا الأمرين ثابتٌ في

صحيح مسلم من هذا الحديث الذي أشرنا إليه.


والمقصود أن عليك أن تطمئن بأن هذه الحالة التي لديك ليست بالحالة الشاذة ولا بحالة التي تفردت بها عن سائر عباد الله

المؤمنين، ولكن قد تقوى الوساوس في بعض الأوقات، وتزيد وسوسته بحيث تصبح أمرًا مقلقًا للمسلم، فهذا طريق دفعه

خطوات سهلة ميسورة هي في متناول يديك بحمد الله عز وجل:


1- الاستعانة بالله والتوكل عليه في دفع هذا الوساوس، فإنه عدو لا تراه وهو يراك؛ ولذلك قال الله تعالى مقررًا هذا

المعنى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ}. ولا يمكن دفع هذا العدو

اللدود الذي لا نراه وهو يرانا إلا بالاستعانة بالله وتفويض الأمور إليه، ولذلك قال جل وعلا: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ

فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. فعليك بالاحتماء بالله جل وعلا والركون إليه، فهذا هو الأمر الأول.


2- قطع حبل هذه الوسوسة، والانتباه إلى عدم الاسترسال فيها، فإذا شعرت بوسوسة الشيطان، وهجوم هذه الواردات على

قلبك، فتشاغل عنها ولا تستمر معها، فإذا كنت في الصلاة فاستعذ بالله، وامض في صلاتك، وحاول أن تتدبر ما تقرأ وما

تقول من الأذكار، وما تدعو به في حال سجودك، فلا بد لك من عدم الاسترسال في هذه الوساوس، وأن تستعيذ بالله لدفعها.


3- تحقير هذه الوساوس بعد أن عرفت مصدرها، فأنت تعلم أن مصدرها من الشيطان، وأن مصدرها من النفس الأمارة

بالسوء، فإذا كان الأمر كذلك فهي نتاج من شر، فحينئذ عليك أن تعلم أنها شر وأنها أمور محقرة فلا تلتفت لها ولا تمعن

فيها ولا تقف عندها، بل أشغل نفسك بما هو صالح في دينك ودنياك.


4- أن تعلم أن هذه الوساوس لا تضرك في دينك ولا تضرك بإذن الله في دنياك، فصلاتك صحيحة، بل فرض، وإن عرضت

لك بعض الوساوس في أمور العقيدة كما يقع لكثير من المسلمين، فهذا أيضًا بحمد الله لا يدل على قلة إيمانك ولا يدل على

وجود نفاق، ولا يدل على سوء في دينك، ولكنه يدل على النقيض تمامًا فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح

مسلم أن بعض الناس جاء فشكا إليه ما يجده من هذه الوساوس في أمور العقيدة ونحوها فقال صلى الله عليه وسلم:

(أوجدتموه) أي: وهل وجدتم هذه الوساوس؟ قالوا: نعم. قال: (ذاك صريح الإيمان). أي أن هذه الوسوسة التي سببها من

إلقاء الشيطان ونزغه دليل على صريح إيمانكم، لأنكم تتضايقون منها؛ ولأنكم تعملون على دفعها، فبشرهم النبي صلى الله

عليه وسلم بأن هذا دال على إيمانهم الصريح، وهذا نقيض ما يواجه به عدو الله، فانتبه لهذا المعنى وواجه بالنقيض، فإذا

أراد أن يوسوس لك في صلاتك مثلا فابذل وسعك في الخشوع فيها وفي تحصيل أسباب هذا الخشوع، هنالك كالبعد عن

الأمور المشغلة التي تشوش على الذهن.


5- عليك بالحرص على المخالطة الإخوة الصالحين، وتحصيل العلم النافع، فإن من أسباب دفع الوسوسة تحصيل العلم

النافع والمعرفة الطيبة، فإن الشيطان يتسلط على الإنسان من جهة الجهل فيدفعه إذن من جهة العلم، ثم بعد ذلك يتمم دفعه

من جهة العمل أيضًا، فبالعلم والعمل تدفع وسوسة الشيطان، وأنت بحمد الله عز وجل لا حاجة لك بأكثر من هذا القدر فإنك

لا تعاني من مرض نفسي ولا تعاني من خلل يؤدي إلى أن تتطلب علاجه بالأسباب الأخرى، ولكن عليك بهذا الدواء النبوي

من الذي لا ينطق عن الهوى – صلوات الله وسلامه عليه –وعليك الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، وتلاوة القرآن،

والاستعاذة بالله من الشيطان، وقراءة آية الكرسي والمعوذتين، وتكرار ذلك، وبهذا يزول بإذن الله‏. .

وبوركتى وليوفقكى الله وليسدد خطاكى